عرّف الجغرافي الفرنسي Thoumin (صفحة VII من دراسته الصادرة عام ١٩٣٦: المرجع أدناه) سوريّا المركزيّة أو "سوريّا الجبال" بالمنطقة التي يحدّها البحر المتوسّط غرباً وبادية الشام شرقاً وفجوة حمص - عكّار شمالاً والليطاني السفلي ووادي اليرموك (شريعة المناذرة) جنوباً. سوريّا المركزيّة إذاً تشمل لبنان أمّا سوريّا الكبرى - كمفهوم جغرافي بحت - فيدخل فيها الأردنّ بضفّتيه جنوباً وحماة وحلب واسكندرون والجزيرة شمالاً.
استعمل الأهالي الحجر في البناء في معظم أنحاء سوريّا المركزيّة أمّا جدران الطين فيقتصر استعمالها على وادي بردى وسهل جيرود وإقليم النبك والبقاع. يطابق هذا التوزيع تماماً خطوط التماسّ بين الأراضي الكلسيّة والمناطق التي يغطّيها الصلصال والطمي ونشاهد في القرى الحدوديّة دوراً مبنيّة حسب النموذجين جنباً إلى جنب.
لا نرى في السهل الغضاري الممتدّ إلى الشمال والشرق من القطيفة إلّا قرى مبنيّة من اللبن brique (أو الطوب) الكبير. بالمقابل لدينا بيوت حجريّة أو طينيّة في الرحيبة وعلى المنحدرات الأولى لجبل أبو قوس. نشاهد المرحلة الانتقاليّة في البناء في منطقة دمشق بين الغوطة والقلمون لدى المدخل الشمالي لخانق برزة. يعتمد أهل معربا في البناء الجدران الخارجيّة الحجريّة والجدران الداخليّة المبنيّة من هيكل من الخشب تملأ فراغاته باللبن الصغير المنتشر في الغوطة.
نرى في الخريطة الملحقة حدود مناطق البناء المختلفة حسب المواد والتقنيّة:
- يمثّل الخطّ _._._. حدود منطقة البناء بالطين.
- الخطّ - - - - منطقة البناء بالحجارة البركانيّة (حوران).
- .... نموذج بناء خاصّ بيبرود (لنا إليها أكثر من عودة).
- يستعمل القرميد tuile في الأسقف بكثرة في المنطقة المخطّطة الكثيفة (بيوت ومحيطها).
- يستعمل القرميد في الأسقف بنسبة أقلّ في المنطقة المخطّطة (محيط طرابلس وصيدا).
- جزر صغيرة + + + (بعلبك وراشيّا وحاصبيّا وزحلة وشتورا...) يستعمل فيها القرميد في أقاليم تسود فيها الأسقف المسطّحة.
مزيد من التفاصيل في الأيّام المقبلة عن البناء في الأقاليم الواقعة ضمن حدود سوريّا الحاليّة أبدأه بتعريف جغرافي سريع مرفق بالخرائط لهذه الأقاليم.
Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arnault et Cie 1936.
No comments:
Post a Comment