عودة على مقال Démeron في عدد Paris-Match رقم ١٢٨٧ (الخامس من كانون الثاني-يناير ١٩٧٤) عن الأسرى الإسرائيلييّن في دمشق. يتجلّى من خلال الأسطر أنّ الصحفي الفرنسي متفهّم للموقف السوري إن لم نقل أنّه متعاطف معه. مع ذلك لا يسعني هنا - مع شديد الأسف - إلّا المقارنة بين اهتمام الصحافة العالميّة و"الرأي العامّ العالمي" بالأسرى الإسرائيلييّن وإهمالها التامّ لأسرى السورييّن والمصرييّن في حرب تشرين أوّل أكتوبر ١٩٧٣ (وغيرها). هل يتصوّر إنسان أنّ أي مجلّة فرنسيّة أو أوروبيّة أو أمريكيّة ستجشّم نفسها عناء إرسال صحفييّها للتحرّي عن سلامة أسير لأيّ من دول الجامعة العربيّة بله إجراء مقابلات معهم؟ لست في صدد لومهم بل والعتب في نهاية المطاف على قادة البلاد والممسكين بزمام الأمور فيها. أنتقل بعد هذه المقدّمة إلى تعريب النصّ الفرنسي بحذافيره:
"عدت إلى دمشق التي زرتها خلال حرب رمضان والتقيت مجدّداً مع الكابتن الإسرائيلي يورام شرار (السرب التاسع والستّون رقم ٩٧-٧٧١) الذي قابلته في تشرين أوّل - أكتوبر الماضي بعد أن أسقطت طائرته خلال غارة على دمشق ألحقت الكثير من الدمار بالمدنييّن. بدا شرار آنذاك منهاراً ولكنّني وجدته اليوم في أحسن حالاته في مكتب الأمن العسكري حيث أتي به. تناولنا معاً القهوة التركيّة التقليديّة وسألته عن الكيفيّة اتي يمضي فيها ساعات أسره وأجابني: "في دراسة الرياضيّات التي أهواها وفي رسم صورة زوجي". أدركت فوراً من حميّته في وصفها أنّها "بعينيها السوداوين الجميلتين وأنفها الصغير" بالنسبة له أجمل امرأة في العالم. أخذت ورقة بيضاء من "الهمج" (*) وأعطيته قلم رصاص قائلاً: "ارسم لي وجه زوجك واكتب لها بعض العبارات تحتها. لا شكّ أنّها ستراها في Paris-Match وسيكون هذا بالنسبة لها ولصغيرك أرنوم البالغ من العمر سنتان بمثابة أجمل هديّة لرأس السنة."
للحديث بقيّة.
(*) أي السوريّين كما وصفت سلوكهم Simone de Beauvoir في إطار غيرتها المزعومة على وجوب احترام اتّفاقات جنيف المتعلّقة بمعاملة الأسرى.
Pierre Démeron. Paris Match 1287 (5 janvier 1974).
On a vu des israéliens à Damas
No comments:
Post a Comment