الموقع في المرج إلى الجنوب والشرق من دمشق. تعتمد أبنية هذه ال البلدة بالدرجة الأولى على الطين وإن تخلّلها في هذا العقد أو ذاك الساكف عناصر حجريّة اعتقد Thoumin وغيره أنّها أخذت من معبد قديم.
زار المبشّر الإيرلندي Porter حرّان العواميد في منتصف القرن التاسع عشر وذكر أنّ اسمها يعود لثلاث أعمدة إيونيّة نبيلة في مركز القرية. ترتكز هذه الأعمدة على قواعد يبلغ ارتفاعها ستّة أقدام (القدم = ٣٠ من عشيرات المتر على وجه التقريب) ويبلغ ارتفاعها الإجمالي بما فيه التاج ٤٠ قدماً ومحيطها أحد عشر قدماً وستّة بوصات (البوصة أو الإنش قرابة إثنين ونصف من عشيرات المتر). نحتت هذه الأعمدة من البازلت القاسي الإسفنجي (أي الغني بالمسامات porous). لم يعثر Porter على أي أثر لبناء متّصل بهذه الأعمدة بيد أنّه عاين عدداً كبيراً من بقايا جذوع الأعمدة والحجارة النحيتة المتناثرة في الأزقّة والدالّة على مجد غابر. قدّر لمبشّر آخر (الأمريكي Thomson) أن يصف هذه الأعمدة بعد ثلاثين عاماً من سلفه الإيرلندي.
مرّ Dussaud على حرّان مرور الكرام في كتابه المرجعي عن طبوغرافيا دمشق التاريخيّة مكتفياً بالقول أنّها مذكورة في ياقوت ولدى Sauvaire (الذي نقل عن العلموي) ومؤخّراً أتى Thomas M. Weber في مطلع القرن الحادي والعشرين ليخبرنا عن اكتشاف نقوش كتابيّة في حرّان تعود لمطلع القرن الثالث للميلاد مضيفاً احتمال كون الأعمدة من عهد الإمبراطور فيليب العربي.
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
René Dussaud. Topographie historique de la Syrie antique et médiévale
Josias Leslie Porter. Five Years in Damascus
William M. Thomson. The Land and the Book
Thomas M. Weber. Sculptures from Roman Syria 2006. Wernersche Verlagsgesellschaft, Worms.
No comments:
Post a Comment