لم يتجاوز عدد سكّان ما يعتبر اليوم أحد أهمّ مدن القلمون قرابة الخمسة آلاف في منتصف ثلاثينات القرن العشرين منهم خمسمائة مسيحي والباقي من المسلمين.
ترتفع النبك (Casama قديماً) ١٢٥٥ متر عن سطح البحر وحدّد موقعها مجرى مياه دائم نشطت بفضله الزراعة. من البدهي أنّ خصوبة الأرض تتناسب طرداً مع كميّة المياه المخصّصة للريّ ومنه الأهميّة الاستثنائيّة لتوزيع الماء في الأقاليم الجافّة.
يجرّ الماء إلى البلدة من نبع يقع على بعد يقارب إثنين من الكيلومترات إلى الجنوب والغرب منها بواسطة قناية ضعيفة الانحدار تجري تحت الأرض يصل الماء عبرها إلى الموزّع الرئيس (يقابل الموزّع في الصورة الملحقة ما يسمّى البسط والمزّاز في غوطة دمشق). لهذا الموزّع أربع ثغرات تحدّد كميّة الماء المسموح بانسيابها. تفتح ثلاث ثغرات منها على الدوام وتغلق الرابعة يشكل دوريّ وتبلغ مدّة الدورة إثني عشر يوماً.
يشتقّ من الموزّع فرع نحو الشمال ثمّ ينعطف هذا الفرع نحو الشمال والشرق ليرسم الحدود الغربيّة للأراضي المسقيّة بينما يعبر الجدول الرئيس مساراً محدّداً digue خلال البساتين ليعطي فرعاً إلى اليمين يفتح كل ١٢ يوم لفترة لا تتجاوز الساعة. تتالى الموزّعات على مجرى الجدول بغية الاستفادة من الماء إلى أقصى درجة ممكنة إلى أن ينضب في النهاية الشرقيّة للقرية ويتمّ تحويل ما تبقّى منه نحو الأراضي المنخفضة إلى الشمال أو الشرق.
بنيت النبك فوق الفرع الأعلى وعلى ضفّته. تمتدّ المنطقة المرويّة على سفوح التلّ بينما تحتلّ القرية المنطقة المتاخمة للأشجار. تتمتّع البيوت بباحات صغيرة ويفصل بين الدار والدار مسافة لا بأس بها على الرغم من تجمّعها على امتداد محدّد.
Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arnault et Cie 1936
Thoumin, Richard-Lodois (1897-1972)
No comments:
Post a Comment