اللدّلي بلدة صغيرة في حوران شمال إزرع والشيخ مسكين وشرق نوى. تقتصر معرفتي بهذا الموقع على خريطة Google والصورة التاريخيّة لباب طاحونها الملحقة عن Thoumin الذي اختارها كأحد الأمثلة على استعمال الأحجار الكبيرة البركانيّة في بناء الأبواب. هنا وجب التنويه أنّ المؤلّف - في سياق حديثه عن بيوت الحجر البركاني في حوران والأقاليم ااسوريّة جنوب دمشق عموماً - تجنّب التعرّض للمواقع المعروفة والمشهورة مثل بصرى ودرعا والسويداء والقنوات وشهبا وركّز اهتمامه على القرى الصغيرة المجهولة (بصير وبويضان والفقيع على سبيل المثال وليس الحصر). لربّما كان التفسير الأفضل لهذا المنهج أنّ موضوع الدراسة يقتصر على البيت السوري قبل دخول تقنيّة البناء الحديثة من نواحي مواد وتقنيّة العمار وتخطيط البيت وزخرفته بغضّ النظر عن اعتبارات الكمّ والرقعة والتاريخ والأهميّة النسبيّة. نقل Thoumin اللدّلي إلى الفرنسيّة "Dilli" وإن استطعت إزالة الالتباس بقليل من البحث. هناك المزيد من الهفوات المماثلة في أكثر من عمل له مردّها خلل في "النقحرة" transliteration أي النقل من الأبجديّة العربيّة إلى اللاتينيّة.
استعمال البلاط أو الحجارة البركانيّة الكبيرة شائع في حوران ويحلّ محلّ العقود المخمّسة الفقرات التي رأيناها في أبواب منين وأيضاً محلّ السواكف الخشبيّة في البيوت الطينيّة. حتّى الباب في المناطق البركانيّة معمول من الحجر وكذلك الحال في مصاريعه المنحوتة في الصخر.
تتكتّل هذه الأبنية الضخمة السوداء في قرىً كبيرةٍ تأخذ مظهر القلاع وقلّما نصادف في بعضها بيوتاً مزوّدةً بطابقٍ ثانٍ قد يبتاع مالكها - إذا تحمّلت إمكانيّاته هذا الترف - بعض الخشب لسقف الطابق الأعلى في بيت أشبه ما يكون بالحرز donjon. ترسم بعض القرى المبنيّة على نواتئ في السهل خطوطاً متتاليةً من الأبراج المربّعة التي تذكّرنا بالتحصينات الدفاعيّة البيزنطيّة.
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
Richard Lodoïs Thoumin 1897-1972
Maison en lave: dimensions des salles
No comments:
Post a Comment