Tuesday, March 8, 2022

دمّر


 المخطّطان الملحقان لبيتين في دمّر اختارهما الجغرافي الفرنسي Thoumin لتوضيح فكرة تطوّر البيت السوري حسب الإمكانات الماديّة لمالكه أو مالكيه. 


يتمثّل الهمّ الأوّل للأهالي عندما يتوافر لديهم المال الكافي في استبعاد كلّ ما ليس له علاقة مباشرة مع حياة الأسرة من ردهة الجلوس ومن هنا بناء حجرات مجاورة لمختف الاستعمالات بداية بمخزن للتبن والحطب. الخطوة التالية توسيع هذا المخزن الذي تنقل إليه أهراء الحبوب الطينيّة والمؤن الغذائيّة. يستمرّ هذا النهج في إقامة فرن في الديار لمن استطاع إليه سبيلاً أمّا الرقيق الحال فقد يخبز عند جاره أو يكتفي برقائقٍ يخبزها على الصاج المرتكز على بضعة أحجار فوق اللهب. 


بمزيد من الإنفاق يستطيع صاحب الدار مضاعفة مساحة المخزن الذي يصبح مزدوجاً يستعمل القسم الأوّل منه بمثابة مطبخ ومكان للعمل حيث تفرز النساء الزيتون ويحضّرن العجين ويدقّنّ اللحم. القسم الثاني مستودع للخشب والمواد الزراعيّة تلحق به زريبة للبقر والماعز. تنفتح هذه المكوّنات على الديار أو الباحة ولا تتّصل مع بعضها البعض (قارن مع التوزّع حول صحن البيت الشامي) وعادة لا يوجد شبابيك إلّا في غرفة المعيشة. هذه البيوت مفتوحة على الداخل ومغلقة على الخارج كما هو الحال في العالم الإسلامي عموماً. 


يقسم حاجز الباحة إلى قسمين أوّلهما ممهّد - ونظيف من ناحية المبدأ - يؤدّي من مدخل الدار إلى غرفة الجلوس والثاني مكرّس للدواجن والزبل. 





بيوت الريف السوري





Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.

Richard Lodoïs Thoumin 1897-1972

Maison rurale: plans

Dummar






     

No comments:

Post a Comment