كانت هذه الزخارف في طريقها إلى الزوال عندما صدرت دراسة الجغرافي الفرنسي Thoumin عام ١٩٣٢ وهذا ما كتبه في صددها:
تتلاشى زخارف البيوت الطينيّة بمنتهى السرعة وكثيراً ما يعتري الحياء ابن الريف إزاء إصرارنا على رؤية رفوف داره خشية أن يبدو متخلّفاً ويعرّض نفسه للهزء والسخرية اللهمّ إلّا إذا أبدى الغريب إعجابه بزخرفة الجدران وفي هذه الحال يعتريه الفخر والنشوة.
تخلّت النساء عن الزخارف الطينيّة التقليديّة أنّى امتدّ تأثير دمشق وحيثما توافر الخشب إذ تحلّ الرفوف والخزائن المنجورة محلّ الصلصال في كافّة أرجاء الغوطة ومحيط دمشق باستثناء جرمانا وصيدنايا والأشرفيّة. حتّى في قرى وادي بردى استعاضت المنازل التي أعيد بناؤها بعد دمار عام ١٩٢٦ بألواح الخشب المشذّبة والمقولبة عن الكوى والمحاريب الطينيّة وبناءً عليه رأيت من المفيد توثيق هذه الزخارف بأسرع وقت ممكن قبل أن تدرس ويطويها النسيان رغم أنّ الوقت المتوافر لم يسمح بإجراء دراسةٍ أكثر تفصيلاً لا تخفى أهميّتها الإثنيّة éthnographique.
تنمّ هذه الرفوف وتلك المواقد مهما كانت درجة انسجامها من عدمه على تطلّعات فنيّة تختلف بين إقليم وإقليم. من المبالغة وصفها بمدارس ومع ذلك هناك عناصر مكرّرة مميّزة نجدها في بعض من تجمّعات القرى وعبثاً نبحث عنها في سائر الأماكن.
الصورة لمجموعة من الرفوف البسيطة في قطنا حيث تختفي تقنيّة قولبة الطين بخطىً وئيدةٍ.
زخرفة البيت السوري حسب إمكانيّات الأسرة
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
Richard Lodoïs Thoumin 1897-1972
Décoration en terre: le pauvre et le riche
No comments:
Post a Comment