ظهر طراز جديد من البناء في دمشق مطلع القرن العشرين إلى جانب البيوت التقليديّة المتمركزة حول الصحن. تأثّر النمط الجديد بالنماذج اللبنانيّة حيث يختفي الصحن وتحلّ محلّه ردهة مركزيّة مسقوفة أو ما يسمّى "صوفا". تصادف هذه الدور على الأغلب في الأحياء الجديدة بين الجسر على نهر ثورا شمالاً (الجسر الأبيض) ومدخل سوق ساروجا جنوباً (بوّابة الصالحيّة). يتعيّن هنا التنويه أنّ تبنّي هذه البدعة اقتصر على دور الأثرياء أمّا المنازل المتواضعة فلم يطرأ عليها الكثير من التغيير إذ حافظت على كافّة نواقص الأبنية القديمة دون أن تعوّض عنها بما يجعل حياة الأسرة أكثر يسراً ونعومةً. تجلّى هذا خصوصاً في الصحن الذي ضاق حتّى أصبح أشبه بالبئر بين الطوابق المحيطة به دون أي مراعاة لتوجّه معيّن.
تتميّز هذه البيوت باحتوائها على "نصيّة" أو سقيفة تمتدّ فوق الدهليز وغرفة أو غرفتين من الطابق الأرضي. تفتح هذه الحجيرات الواطئة السقف على الدرج المؤدّي إلى الطابق العلوي أو مباشرة على الصحن وفي هذه الحالة لا بدّ من استعمال سلّم للوصول إليها.
المخطّط الأوّل لبيتان متلاصقان بنيا عام ١٩٢٨:
- الطابق الأرضي A مبني من الطين.
- النصيّة (طينيّة) B التي يصعد إليها من الدهليز عن طريق سلّم.
- الطابق العلوي وهو أيضاً مبني من الطين C حيث نرى شرفةً "بلكون" في الغرفة المطلّة على الشارع.
المخطّط الثاني لبيت شيّد عام ١٩١٧:
- الطابق الأرضي A مبني من الحجر.
- النصيّة B فوق الدهليز وتستلزم سلّماً للوصول إليها. جدرانها الداخليّة طينيّة.
- الطابق العلوي C طيني.
البيت السوري بين الريف والمدينة
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
Richard Lodoïs Thoumin 1897-1972
No comments:
Post a Comment