Wednesday, March 26, 2025

صيدنايا في ثلاثينات القرن الثامن عشر

 


زار المستشرق الإنجليزي Richard Pococke بلاد الشام بين ١٧٣٧ - ١٧٤٠ ونشر "وصف الشرق" عام ١٧٤٣ وعلّ هذا الكتاب أفضل الموجود حتّى ذلك الحين. نَقَلتُ أمس عنه نصّاً عن صيدنايا آنذاك كما هو باستثناء تحويله من الكتابة الإنجليزيّة القديمة إلى الكتابة المعاصرة. أقوم اليوم بتعريب هذا النصّ مرفقاً معه صورة ثانية للبلدة عن Geiger أقدّر عُمرَها بحوالي المائة عام.  


أترك الكلام للرحّالة الشهير:


صيدنايا قريةٌ تقعُ على القسم الجنوبي من تلٍّ وعر يتربّع على قمَّتِهِ ديرٌ يونانيٌّ ذائع الصيت تقطُنُه الراهبات. أسّس الإمبراطور جستنيان هذا الدير وأوقف له أراضٍ حصل بفَضلِها على ريعٍ لا يستهان به ومنه الضرائب التي يدفعها حاليّاً للسلطان العثماني. أنعم عاهل بيزنطة على الدير أيضاً يثلاثمائة عبد من جورجيا أصبحوا أتباعاً لهذا الدير وقرويّو القرية اليوم هم أحفادهم وينتمون إلى كنيسة الروم الأوثوذوكس. الدير بجدرانِهِ الشاهقة أشبه بالقلعة أمّا المباني داخِلَه فعشوائيّة. هناك بناءٌ أسفل التلّ لإيواء الغرباء. يُقال أنّ الكنيسة مبنيّةٌ على الطراز القديم رغم أنّها خَرِبَت ورُمِّمَت عبر تاريخِها. الكنيسة مكوّنةٌ من خمسة بلاطات naves تفصِلُها أربعة صفوف من العضائد pillars وهناك رواقٌ portico يتقدّمها. يملك الدير صورةً للعذراء خلفَ مذبحٍ مرتفع تُنْسَبُ إليها المعجزات وأنّ راسِمَها هو القدّيس لوقا بيد أنّ رؤيتها ليست متاحةً. تسيّر رئيسةٌ abbess يُعَيِّنُها البطريرك أمور الدير. تحتّل الرئيسة هذا المنصب ما بقيت على قيد الحياة وإليها يعود تعيين الراهبات اللواتي يبلغ عددهنّ حوالي العشرين. مؤسّساتٌ كهذه أقرب إلى نزل (تكيّة إذا شئنا) منها إلى الدير وسكّانها أغلبهم من النساء العجائز اللواتي يعملن خصوصاً في معالجة ديدان القزّ. أرتني الرئيسة يديها المتيبّستين من العمل اليدوي ومن الجدير بالذكر أنّها تناولت الطعام معنا في الدير الواقع بالأعلى وأيضاً في الجناح المخصّص للغرباء. تحتاج النساء إلى سبع سنوات على الأقلّ قبل أن ينذرنَ حيواتهنّ للدير وكثيراً ما يحافِظْنَ على حريّاتهنّ لعدّة سنوات يستطعن خلالها محادثة الرجال والمغادرة حتى إلى أماكن نائية بعد الحصول على الإذن اللازم. يستمدّ الدير شطراً كبيراً من دَخْلِهِ من الكروم التي تنتجُ خمراً أحمر قويّ النكهة من نوعيّةٍ ممتازة. هناك قسّيسان في الدير، أحدهما راهبٌ يعيش في كنفه والثاني متزوّج يحيا في المدينة. 





Text: Richard PocockeA Description of the East, and Some Other countries 1743 (p. 133). 

Photo: André GeigerSyrie et Liban 1932 (p. 214). 

Ṣaydnāyā in the 1730's

No comments:

Post a Comment