Sunday, March 9, 2025

مدفع غورو ومعركة ميسلون

 


لا زلنا في حديقة متحف دمشق الحربي قبل حوالي ٦٥ عاماً والصورة لمدفع استعمله الجيش الفرنسي تحت قيادة الجنرال غورو Gouraud يوم خان ميسلون في الرابع والعشرين من تمّوز يوليو عام ١٩٢٠. المدفع عيار ١٥٥ من معاشير المتر استخدمه الجيش الفرنسي بين الأعوام ١٨٧٧ - ١٩٤٤. معدن  المدفع فولاذ ووزنه (المدفع + القاعدة + العجلات) ستّة أطنان ونصف الطنّ وطول ماسورته ستّة أمتار يطلق بمعدّل قذيفة بالدقيقة ويتجاوز مداه إثني عشر من الكيلومترات ووزن قذائفه أربعين من الكيلوجرامات. التلقيم يدوي. 


لفت مؤلّف الدليل الانتباه إلى كلمة Victoire "النصر" المكتوبة على سبطانة المدفع وعلّق أنّ هذا النصر تحوّل إلى هزيمةٍ حاسمة بعد فترةٍ قصيرة. 


لا أعلم ماذا قصد الكاتب بهذا الكلام. لم يَهْزِم السوريّون فرنسا في عهد الانتداب أبداً باستثناء بعض النجاحات التعبويّة المحدودة الأثر إبّان الثورة السوريّة الكبرى (ما أسماه الفرنسيّون عصيان الدروز) أمّا عن استقلال سوريّا بعد ربع قرن من ميسلون فقد كان نتيحة تغيّراتٍ جذريّةٍ في الأوضاع الدوليّة بعد الحرب العالميّة الثانية وليس انتصاراتٍ ميدانيّة. بالمقابل تبجّح الفرنسييّن، أو على الأقلّ من كتب "النصر" على المدفع أتفه من أن يستحقّ ردّاً مفصّلاً. نتيجة ميسلون كانت محسومةً سلفاً، قرّرها الاختلال الهائل في موازين القوى بين الطرفين وليست بمدعاةٍ للفخر بأي حالٍ من الأحوال.

No comments:

Post a Comment