يمثّلُ هذا المشهد، حسب الأستاذ شحادة، ديوميديس ملك أرجي، وهو يطعن البطل الطروادي هكطور أيسر صَدْرِهِ. وجه ديوميديس مهشّمٌ وذراعُهُ الأيسر، الذي حمَلَ الترس الظاهر خَلْفَ رأسِهِ، مفقود. الخصمان عاريان بالكامل. يمسك هكطور ساعِدَ غَريمِهِ في محاولةٍ فاشلة لتفادي الطعنة، ويبدو أنّهُ على وشك الاستسلام لمصيره إذا أخذنا بعين الاعتبار وضعيّةَ رأسِهِ ورقبتِهِ المبسوطة وكأنّها تنتظر الضربةَ القاضية. هناك محارب آخر خرّ على الأرض، مالَ رأسُهُ والتوى عنُقُهُ بين ركبتيّ ديوميديس.
____________
لا يتّفق تفسير شحادة مع رواية الإلياذة على الإطلاق للأسباب الآتية:
لم يذكر هوميروس أي مواجهة بين هكطور وديوميديس. بالنسبة للأوّل، واجه هكطور ثلاثةً من أبطال اليونان حصراً:
- الأّول آياس الأكبر Ajax الذي عاركَهُ هكطور مرّتين، انتهت الأولى بالتعادل وتبادل الهدايا بينهما، والثانية بتقهقر آياس أمام هكطور الذي أسبغت الآلهة (أبلون وزفس) حمايتَها عليهِ.
- الثاني فطرقل Patroclus، صديق أخيل (ولربّما عشيقهُ). قَتَلهُ هكطور.
- الثالث أخيل الذي قَتَل هكطور انتقاماً لصديقِهِ فطرقل.
المواجهة الأشهر لديوميديس في الإلياذة كانت مع المرّيخ Ares، عندما نجح ديوميديس في جرح الإله بفضل معونة الربّة أثينا، أخت المرّيخ وغريمته في الحروب الطرواديّة. المرّيخ خالد بالطبع كسائر الآلهة بيد أنّ ديوميديس نجح في أذيّتِهِ. اشتكى المرّيخ من مكائدِ أختِهِ إلى أبيه زفس، ربّ الأرباب، بيد أنّ هذا الأخير نهرَهُ ورفض الاقتصاص له.
للحديث بقيّة.
الصورة عن Wikimedia.
كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧).


No comments:
Post a Comment