Thursday, November 6, 2025

اكتشاف ناووس الرستن

 


يحتلّ هذا الناووس مكان الصدارة فيما أسماه عابد عيسى (عام ٢٠٠٦) قاعة الرستن في متحف دمشق الوطني، بينما ذكر كامل شحادة (١٩٨٢) أنّه كان في قاعة حوران. تغيير المكان وارد بالطبع خلال ربع القرن. 


بدأت القصّة عندما باشر كامل شحادة التنقيب عن الناووس في الثامن من نيسان أبريل عام ١٩٧٧، بالتنسيق مع المديريّة العامّة للآثار والمتاحف، بعد أن تلقّى خيراً باكتشاف تابوت رخامي في الرستن، وأنّ هذا التابوت "في خطرٍ محقّق إن لم يُتَدارَك" (صفحة ٦١). 


الموقع إلى الجنوب من الرستن، ضمن العمران الحديث. أشار شحادة إلى مخطّط يبيّن المكان بدقّة بيد أنّه غير موجود في النسخة الإلكترونيّة التي أملكهُا وعلّهُ "سَقَطَ" أثناء المسح الضوئي. 


سبب الاكتشاف "تنقيبات سريّة عن الآثار" ضمن بقعة من الأشجار بلغت مساحُها ثلاثين من الأمتار المربّعة. حفر المنقّب "السرّي" الأرض بحثاً عن كنوزِها الدفينة، ورَدَمَ الحفر الخالية من العاديّات، باستثناءِ حفرةٍ تجلّى فيها طرفُ بناءٍ اكتُشِفَ الناووس على جدارِهِ الغربي. 


ادّعى "المنقّب السرّي" (صفحة ٦٢) أنّ محتويات الناووس اقتصرت على قطعة ذهبيّة واحدة "لم يفصح عنها تماماً"، وأنّ فائدته منها لم تتجاوز خمساً وعشرين من الليرات السوريّة، أمّا شحادة فقد ذكر تفريغ الناووس من "التراب الذي تسرّبت إليه حشائش خضراء"، وووجود "كميّةٍ كبيرةٍ من عظام الموتى". لا تسمح صياغة النصّ بالجزم فيما إذا كان مُكْتَشِف العظام هو "المنقّب السرّي" أم فريق شحادة. 



تواجد الناووس على عمق ثمانية أعشار المتر تحت الأرض في حفرةٍ بلغت أبعادُها التقريبيّة أربعة أمتار في مترين ونصف المتر. استغرقت عمليّة كشف الناووس ثلاثة أيّام "ببالغ الجهد من زحمة الجماهير الوافدة لمشاهدتِهِ". ساهمت مديريّة مصفاة الپترول في حمص برافعة (صفحة ٦٣) وحُمِّلَ الناووس على شاحنة وشُحِنَ إلى متحف دمشق الوطني. 


أشرف الأستاذ شحادة على أسبارٍ في مكان الاكتشاف. باختصار شديد ارتأى المؤلّف (صفحة ٦٤) أنّ هذا الناووس الرخامي كان ضمن بناء لربّما كان تربة mausoleum لأحد العظماء تعود إلى القرن الثاني للميلاد، وأنّه تحوّل في القرن السادس من تربة شخص واحد (صفحة ٦٥) إلى مدفن احتوى على ناووسٍ ثانٍ (من البازلت) وثلاثة قبور إضافيّة (صفحة ٦٦). وأنّ الناووس الرخامي الأصلي "أُخْرِج من البناء، بعد أن كان يحتلّ الصدارة فيهِ".   


أرفق شحادة النصّ بجدول بقائمة مكتشفات الموقع (صفحة ٦٤): كُسَر فخّاريّة وبعض الخيوط الذهبيّة والحلي وقطعة نقد نحاسيّة وغيرها من الهنات.


يتبع. 



كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧). 


ʿĀbid īsā. A Guide to the National Museum of Damascus 2006.

No comments:

Post a Comment