Sunday, November 9, 2025

ناووس الرستن: أخيل وديداميا

 


أقتصر في منشور اليوم على وصف الوجه الأمامي للفراش الذي يغطّي الناووس. لم أنجح مع الأسف في الحصول على صورة ملوّنة عالية الجودة لهذا الوجه واتبّعت بالتالي حلّاً وسطاً يتمثّل بتركيب قسم من صورة الناووس الملوّنة عن wikimedia مع صور أكثر دقّةً بالأبيض والأسود اقتبستها عن الأستاذ كامل شحادة والحوليّات الأثريّة. 


نرى على الصورة الملحقة أربعة مشاهد من أسطورة أخيل وقرينته Deidamia. تتسلسل الرواية على ستّة مشاهد، أربعةٌ منها على وجه الفِراش الأمامي (موضوع اليوم)، والمشهدان الباقيان على الوجه الأمامي لجسم الناووس الذي سنعود إليه لاحقاً بتفصيلٍ أكبر. المشاهد الأربعة قيد الحديث كنايةٌ عن روايةٍ مصوّرة عن الكيفيّة التي هجر فيها أخيل حليلته (أو عشيقته حسب المصدر) لينضمّ إلى حَمْلَةِ الجيش اليوناني ضدّ طروادة.   


الفراش بحدّ ذاتِهِ أقرب إلى النماذج التدمريّة بيد أنّ سائر النحت كلاسيكي صرف. نلاحظ، بالتدقيق في تفاصيل الصورة الملوّنة، تتالي أربعة مشاهد بفاصل مكوّن من أربعة أشرطة مطرّزة زخرفيّة بين المشهد والمشهد. 


من يمين الناظر إلى يسارِهِ:


- المشهد الأوّل: يقف أخيل عارياً، يمسك بيدِهِ اليمنى دلفيناً ويضع يدَه اليسرى على ورك Deidamia الأيسر. ديداميا عارية الصدر، شعرها مضمومٌ إلى الوراء ويدها اليمنى تلامس فخذ أخيل الأيسر. 

- المشهد الثاني: أشاح أخيل وجهَهُ عن ديداميا وكانّهُ يتأهّب للرحيل. ينفخ البطل في الصور الذي يمسِكهُ بيدِهِ اليمنى في الوقت الذي تلامِسُ فيه ديداميا كَتِفَهُ الأيسر بيمناها وكأنّها تناشده ألّا يتركها. 

- المشهد الثالث: تبادل الرجل والمرأة وضعيّتهما إذ نرى أخيل الآن إلى يسار ديداميا في سبيلِهِ إلى طروادة. لا تزال البطلة تحاول اللحاق ببعلِها وقد حلّت شعرها إشارةً إلى حزنِها على فراقِهِ. 

- المشهد الرابع: يتأبّط أخيل مجذافاً بيدِهِ اليمنى بينما أدارت ديداميا وجهها عنهُ وكـنّها استسلمت للمقدور، ومع ذلك نراها تحاول التشبّثَ بِهِ بيدِها اليسرى التي لفّتها على نقرتِهِ. 


من مقتنيات متحف دمشق الوطني.


يتبع. 


كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧).

No comments:

Post a Comment