اهتمّ جغرافيّان فرنسيّان بالشرق الأدنى عموماً وسوريّا خصوصاً. سَبَقَ وأن تعرّضت للأوّل Richard Thoumin، واليوم أراجع بسرعة عدداً من أهمّ مؤلّفات المستشرق الثاني Jacques Weulersse، مع نبذةٍ عن حياتِهِ القصيرة الغنيّة.
جاك ڤولرس من مواليد پاريس ووفيّات داكار (السنغال) في الثامن والعشرين من آب أغسطس عام ١٩٤٦، خلال بعثةٍ إلى إفريقيا الغربيّة الفرنسيّة. كان عضواً في المعهد الفرنسي في دمشق ١٩٣٢ - ١٩٣٨، وترحّل كثيراً خلال دراساتِهِ التي ركّز فيها على الشرق الأدنى وإفريقيا. أقتصر في الأسطر التالية على التعريف بمؤلّفاتِهِ المتعلّقة ببلاد الشام، ومنها ما هو متوافرٌ إلكترونيّاً.
- مسألة الأراضي في فلسطين ١٩٣٤. حاول ڤولرس إعطاء "صورة متوازنة" عن استيطان اليهود في فلسطين بدايةً من دَوْرِ فرنسا قبل تبلور الحركة الصهيونيّة عن طريق الاتّحاد الإسرائيلي العالمي Alliance Israélite Universelle الذي تأسّس عام ١٨٦٠، والدعم المالي الذي قدَّمَهُ البارون Edmond de Rothschild. تسلّح المهاجرون اليهود بالمال والتكنولوجيا، بالمقابل اقتصرت أسلحة عرب فلسطين على تفوّقهم العددي واستعمال العنف، كما في أحداث القدس عام ١٩٢٩.
- دراسة عن جغرافية أنطاكيا المدنيّة ١٩٣٤. أهميّتها أنّها سابقة لضمّ لواء اسكندرون من قِبَل الأتراك.
- دمشق وسوريّا الجنوبيّة (بالاشتراك مع جان سوڤاجيه) ١٩٣٦. كتيّب من أربعين صفحة من القطع الكبير، من منشورات المكتب السياحي في الجمهوريّة السوريّة، يحتوي على عددٍ لا بأس بهِ من الصور الرائعة بالأبيض والأسود مع بعض الخرائط.
- دراسة عن تطوّر مدينة دمشق ١٩٣٦. باختصار شديد يتبنّى ڤولرس وجهة النظر التقليديّة القائلة بعشوائيّة المدينة الآراميّة التي تحوّلت إلى تخطيط شطرنجي في العهدين الهلنستي والروماني، ثمّ ارتدّت إلى الفوضى في القرون الوسطى والعهد الإسلامي، لتعود إلى التنظيم المتناظر والمدروس اعتباراً من القرن التاسع عشر خصوصاً مع ولاية مدحت باشا، نهايةً بالانتداب الفرنسي وتخطيط الأحياء الجديدة بمحاضِرِها وجُزُرِها الحديثة الأنيقة (شارع بغداد والتوسّع إلى الغرب).
- المظاهر الدائمة لمسألة الأقليّات في سوريّا ١٩٣٦. تعرّض المؤلِف إلى نجاح اليهود والأرمن، وأنّ يهود بغداد البالغ عددهم سبعين إلى ثمانين ألفاً سيطروا عمليّاً على الحركة الاقتصاديّة العراقيّة. عاد ڤولرس إلى استيطان فلسطين وشراء الصهاينة للأراضي مضيفاً أنّ العرب باعوهم لاعتقادهم بإمكانيّة التخلّص من المستوطنين في المستقبل، واسترداد الأراضي التي حسّنها اليهود مع احتفاظ العرب بالمال الذي قبضوه ثمناً لها. أقرّ ڤولرس مع ذلك أنّ المسألة بالنسبة للفلسطينييّن مسألة حياةٍ أو موت، وأنّ أطماع الصهاينة امتدّت إلى سوريّا خارج فلسطين. ذكر الكاتب أيضاً الأكراد كأقليّةٍ موزّعة على عدّة أقاليم لا تزال في طور التشكّل.
- جغرافية سوريّا السياسيّة الجديدة ١٩٣٧. تشكّلت أربع دول بحلول عام ١٩٢٦: الجمهوريّة اللبنانيّة، دولة سوريّا (بما فيها اسكندرون)، دولة جبل الدروز، ودولة العلوييّن. طالبت تركيّا باسكندرون بمجرّد إعلان المعاهدة الفرنسيّة - السوريّة عام ١٩٣٦، وطمحوا أيضاً إلى استعادة حلب، حيث لا يزال استعمال اللغة التركيّة شائعاً. أضاف ڤولرس أنّ المسحييّن شكّلوا قرابة الخمسين بالمائة من سكّان حلب.
- وطن العلوييّن ١٩٤٠. أطروحة دكتوراه ڤولرس الرئيسة وأفضل ما كُتِبَ عن الإقليم في وقْتِهِ.
- دراسة نهر العاصي ١٩٤٠. أطروحة الدكتوراه المتمِّمة thèse complémentaire.
- دليل جغرافية سوريّا ولبنان والشرق الأدنى (بالاشتراك مع الجيولوجي السويسريّ المولد Louis Dubertret) ١٩٤٠. صدرَ الجزء الأوّل منها ولم يُقَدّر للثاني أن يرى النور.
- قرويّو سوريّا والشرق الأدنى ١٩٤٦. دراسة ممتازة أنوي العودة إلى بعضِ مطارحاتِها.
يبدو ڤولرس في الصورة الملحقة من أرشيف خالد معاذ والمعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى على يمين سوڤاجيه.

No comments:
Post a Comment