يتمّمُ هذا الجانب المشهدَ الذي بدأ على الوجه الأمامي. أنقل في الأسطر التالية وصف الأستاذ شحادة مع الاختزال:
- الإطاران العلوي والسفلي متساويان من ناحية الارتفاع.
- تحتلُ خمسٌ من أوراق الخرشوف الإطارَ السفلي الذي نرى على زاويتِهِ اليمنى أرنباً صغيراً وعلى اليسرى كلباً.
- ينتصِبُ محاربٌ على يسار الناظر إلى يسار ربّة النصر التي تحتلّ الزاوية كما رأينا. هذا المحاربُ عارٍ كسائر أبطال الملحمة. الرأس مفقودٌ وكذلك الطرف العلوي الأيمن المرفوع إلى الأعلى. التصوير جباهي، الطرفان السفليّان متباعدان، وتطأ القدم اليسرى فخذ المحارب الجاثم على ركبتيه إلى اليسار. تقبضُ اليد اليسرى على شعر المحارب المهزوم ونرى رأس حصانٍ بين ساقيّ المحارب الواقف. هناك جثّة محاربٍ مستلقٍ تحت رأس هذا الحصان، وجههُ باتّجاه الثرى وطرفه العلوي الأيمن مبسوطٌ في أسفل المشهد. تمسك اليد اليمنى للمحارب الصريع القدم اليسرى لربّة النصر، وكأنّه يحاول الاستغاثة بها. علّ الجواد جوادُهُ يبكي عليهِ كما رأينا في حالة الحصان على الوجه الأمامي. من المحتمل أنّ المحارب الواقف يحاول الذود عن جثّةِ زميلِهِ الساقط.
- المحاربُ في المنتصف راكعٌ على ركبتيهِ كما رأينا، في وضعيّةٍ لا يُحْسَدعليها. الرأس مشوّهٌ. يبدو هذا المحارب على وشك تلقّي الضربة القاضية من المحارب الواقف إلى يمينِهِ.
- المحارب التالي، حسب شحادة، فارسٌ يوناني مشوّه الرأس.
- المحارب الأخير على يمين الناظر عارٍ باستثناء رداءٍ يلتفّ على ساعِدِهِ. الساق اليسرى مفتولة العضلات بينما تختفي اليمنى وراء المحارب الراكع في المنتصف. تمتشقُ إحدى اليدين سيفاً من غمْدِهِ. الرأس مشوّهٌ.
فسّر شحادة المشهد على الوجه الأمامي واستمرارَهُ على الوجه الجانبي الأيمن بأنّهُ يمثّل انتصار اليونانييّن على الطروادييّن. أتحفّظ بالقول أنّ نجاح اليونانييّن في هذه المواجهة بالذات - حسب الإلياذة - اقتصر على منعِ هكطور والطروادييّن من الاستحواذ على جثّة فطرقل، هذا إذا سلّمنا أنّ المشهد متمحورٌ حول فطرقل، وأعتقد أنّه كذلك فعلاً، إذا أخذنا بعين الاعتبار التصوير النمطي لمنيلاوس الذي يحمل جثّة البطل القتيل.
من مقتنيات متحف دمشق الوطني.
يتبع.
كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧).

No comments:
Post a Comment