Monday, March 18, 2024

كنيسة دمشق الملكيّة الأولى

 




يرى Dussaud أنّ تحولّ هيكل المشتري في دمشق إلى كنيسة جرى على مرحلتين. أنقل اليوم عن العالم الفرنسي ما كتبه عن المرحلة الأولى:


افترض Wulzinger و Watzinger أنّ الجهات المعنيّة اكتفت بتحويل الهيكل الوثني كما هو إلى كنيسة. لاحقاً - قيل الفتح العربي بطبيعة الحال -، بُنيَت كنيسة ملكيّة basilique ذات مجاز معترض transept مركزي على طول جدار الهيكل péribole الجنوبي من الداخل. اقتصر مدخل الكنيسة آنذاك على الفتحة الغربيّة من البوّابة الجنوبيّة المثلّثة. هذه الفتحة متمحورة تماماً مع المجاز المعترض أمّا عن الفتحتين الأخريين فقد سُدّتا. 


نوافق على القسم الثاني من مطارحة الألمانييّن ولكنّنا لا نستطيع قبول الشطر الأوّل الذي يترتّب عليه أنّ ثيودوسيوس الأوّل حوّل هيكل المشتري بكل بساطة إلى كنيسة. يستند رأينا أوّلاً على صغر قدس الأقداس naos الذي لفتنا الانتباه إليه سابقاً، وثانياً وخصوصاً أنّ توجّه الهيكل الوثني معاكس لتوجّه الكنيسة وبالتالي تحويل الهيكل مباشرةً إلى كنيسة مستحيل. لا ريب أنّ قدس الأقداس الروماني أصبح عديم الفائدة في العهد المسيحي وهُدِم تحت حكم ثيودوسيوس في نفس الوقت الذي شُيّدَت فيه الكنيسة الملكيّة على طول الجدار الجنوبي. تشكّلت هذه الكنيسة في البداية من قاعة كبيرة لها ثلاثة بلاطات nefs (١) دون مجاز معترض (٢) كما في المخطّط الملحق. استعملت البوّابة المثلّثة القبليّة مدخلاً رئيساً للكنيسة وأضيف إليه نقش كتابي ثلاثي إكراماً للثالوث المقدّس. لا يمكن فهم هذا التكريس إلّا في حال كون الباب متكاملاً مع الكنيسة وأحد مكوّناتها الأساسيّة. 


إذاً تقلّصت مساحة الهيكل العتيق عندما تحوّل إلى كنيسة واقتصر دور صحنه على ممرٍّ باتّجاه شرق - غرب عبر المعبد téménos الوثني سابقاً. من المعقول أن نفترض وجود باب ثانوي للكنيسة مفتوح على الصحن لعب دوراً في استمطار اللعنات على الهيكل الوثني.   



هكذا كان رأي Dussaud وهو بالتأكيد ليس بالقول الفصل. مزيدٌ عن هذا الموضوع لاحقاً. 







(١) أدين بالمصطلح العربي إلى كتاب العمارة في الحضارة الإسلاميّة (صفحة ٦٢٢) للدكتور عبد القادر ريحاوي الذي عرّب nef (بالإنجليزيّة aisle) بكلمة بلاطة. على نفس المنوال البلاطة الوسطى = nef centrale بالفرنسيّة و nave بالإنجليزيّة.  

(٢) ويدعى أيضاً المجاز القاطع.









René DussaudLe temple de Jupiter Damascénien et ses transformations aux époques chrétienne et musulmane. Syria 1922 (p. 219-250). 


La basilique chrétienne de Damas: premier état

No comments:

Post a Comment