Thursday, March 14, 2024

توجّه هيكل المشتري في دمشق

 


الأسطر التالية مقتبسة بتصرّف عن Dussaud.


على الرغم من الكوارث التي تعرّضا إليها على مرّ العصور، لا زلنا نملك إلى اليوم ما فيه الكفاية من بقايا سوريّ هيكل المشتري لإعادة تصوّر وضعهما الأصلي. بالمقابل اختفى الهيكل نفسه مع المذبح بالكامل وبالتالي معلوماتنا عنهما أقّل دقّةٍ نستند فيها بالدرجة الأولى على المقارنة مع أوابد مماثلة. 


يرى السيّدان Wulzinger و Watzinger أنّ الهيكل توجّه نحو الشرق وهذا معقول نظراً لمهابة وجلال بوّابتيه الشرقيّتين وأسلوب تنظيم الزخارف - ضمناً باب جيرون شرقاً و"قوس النصر" غرباً - كي تتجلّى بكلّ بهائها للزائر أثناء سيره من الشرق إلى الغرب. من غير المحتمل أنّ اتّجاه محور الهيكل الكبير كان من الشمال إلى الجنوب. تتقبّل التقاليد السوريّة عموماً قدس أقداس (١) يميل إلى الصغر كما هو الحال في حصن سليمان (قديماً Baetocaece) حيث نعاين سور حرمٍ péribole تقارب أبعاده نظيرتها في دمشق (طول ١٤٤ متر وعرض ٩٠ متر) ويتخلّل بابٌ كلّاً من جدرانه الأربعة.  


من ناحيتنا نحبّذ كون محور الهيكل الكبير منسجماً مع محور السورين حوله وأنّ التوجّه كان شرق - غرب. 






(١) لم أجد تعريباً أفضل لمصطلح naos أو cella من قدس الأقداس حيث تواجدت صورة أو تمثال الإله. رأينا كيف قدّر الدكتور عفيف بهنسي طول "قدس أقداس" دمشق بأربعين متراً وعرضه بثلاثين متراً وأنّ هذا التقدير بُنيَ على الأرجح على مقارنته بأوابد مماثلة.










Photo: Wulzinger & WatzingerDamaskus, die antike Stadt 1921 (p. 3-42). 

No comments:

Post a Comment