حسب تفسير Dussaud:
طرح الخبراء مؤخّراً الرواية القائلة بتقاسم كنيسة دمشق الملكيّة بين المسيحييّن والمسلمين خلال سبعين عاماً (٦٣٥ - ٧٠٥ للميلاد) جانباً كاختلاقٍ (١) لا أساس له من الصِحّة هَدَفُهُ تعزيز رواية اقتسام المدينة المبنيّة على افتراض أنّ خالد ابن الوليد أخذ دمشق عنوةً من الباب الشرقي بينما دخل إليها أبو عبيدة صلحاً من باب الجابية في الغرب.
أقاصيص فتح دمشق على يد العرب مشوّشة إلى أبعد الحدود وعلّ هذا مرجعه أنّها أُخِذَت مرّتين. يعود صلح خالد الذي ذكره البلاذري وابن البطريق والذي أمّن أهل دمشق على "دمائهم وأموالهم وكنائسهم" إلى الفتح الأوّل. تغيّر موقف المسلمين عندما دخلوا المدينة للمرّة الثانية بعد معركة اليرموك واستولوا على نصف الكنيسة الملكيّة مع بعض الكنائس الإضافيّة. احتاج الفاتحون إلى مسجد وتذرّعوا بارتداد دمشق - بين الفتحين - إلى بيزنطة لينالوا بغيتهم ويتصرّفوا حسب ما يناسبهم.
الشكّ في قصّة الاقتسام مفهوم لو اقتصرت معلوماتُنا على رواية فتح المدينة بيد أنّنا نملك شواهداً قاطعةً مباشرةً وغير مباشرة عن الأحداث التي سبقت خلافة الوليد. تتّفق هذه الشواهد بما يؤكّد لنا قصّة اقتسام كنيسة يوحنّا المعمدان. سنقوم بفحص الحجج مع أو ضدّ اقتسام الكاتدرائيّة بالتفصيل (٢).
يتبع.
(١) على سبيل المثال Lammens.
(٢) هناك قصّة مماثلة عن اقتسام كنيسة حمص وثانية عن قرطبة.
René Dussaud. Le temple de Jupiter Damascénien et ses transformations aux époques chrétienne et musulmane. Syria 1922 (p. 219-250).
Le partage de la basilique de Damas entre chrétiens et musulmans
No comments:
Post a Comment