قرأت هذه الدراسة قبل عدّة سنوات دون أن أتمثّل فحواها وأقدّر أهمّيتها والسبب بالدرجة الأولى أنّني لم أكن آنذاك مطّلعاً على معظم الدراسات الرائدة بمختلف اللغات التي سبقتها والتي تفاوتت كمّاً ونوعاً إلى درجةٍ كبيرة.
ذكّرني صديقي العزيز الدكتور عبد الرزّاق معاذ مؤخّراً بهذا العمل القيّم أثناء مراجعتي لمقال Dussaud عن الجامع الأموي فقمت بإعادة قرائته واستقراء معطياته من منظورٍ أوسع وسأحاول في الأيّام المقبلة تلخيص زبدة ما توصّل إليه في سلسلةٍ من المنشورات القصيرة.
المؤلّف Ernest Will أخصّائي فرنسي في علم الآثار والمقال قيد الحديث بطول ٤٣ صفحة (عام ١٩٩٤) منشور بالمجّان على موقع Persée (ثبت المراجع أدناه).
أبدأ بالتعريف بأهمّ الدراسات التي استند إليها الكاتب وانتقدها ليدلي بعد ذلك بدلوه. انصرمت ثلاثون من الأعوام منذ دراسة Will تراكمت خلالها المزيد من المعلومات التي أسفرت عنها أعمال التنقيب والبحوث المتعلّقة سألمّح إلى بعضها في حينه.
- الجزء الأوّل من دراسة الألمانييّن Wulzinger و Watzinger (١٩٢١) عن دمشق قبل الإسلام. عرّب قاسم طوير الجزء الثاني (١٩٢٤) ولا يزال الجزء الأوّل - الأكثر اختصاراً - بانتظار من ينقله إلى لغة الضاد.
- مقال Dussaud ( ١٩٢٢) عن هيكل المشتري والتقلّبات التي طرأت عليه وصولاً إلى جامع بني أميّة الكبير. لا يمكن دراسة دمشق بمعزل عن معبدها الرئيس الذي يختزل إلى حدّ كبير تاريخها وثقافتها وفنونها.
- مقال Sauvaget (١٩٣٤) عن الخطوط العريضة لتاريخ دمشق. عرّبه البستاني عام ١٩٣٦ وحقّقه العلبي عام ١٩٨٩.
- مقال آخر للفرنسي Sauvaget عام ١٩٤٩ أعاد فيه النظر ببعض المطارحات التي ناقشها قبل خمسة عشر عاماً.
- مقال لأخصّائي الآثار الفرنسي Seyrig عام ١٩٥٠ عن سوريّا عموماً مع إسهام شديد الأهميّة في تأريخ هيكلها الروماني بناءً على تفسير تواريخ نقوشه الكتابيّة اليونانيّة استناداً إلى التقويم السلوقي عوضاً عن الانطلاق من الفتح الروماني.
- وصف دمشق للفرنسي Elisséeff (١٩٥٩) استناداً إلى ابن عساكر. سبق وحقّق الدكتور صلاح الدين المنجّد هذا المخطوط الذي لا يقدّر بثمن ونشره المجمع العلمي العربي في دمشق عام ١٩٥١.
- كتاب Sack بالألمانيّة "دمشق تطوّر وبنيان مدينة مشرقيّة إسلاميّة" الصادر عام ١٩٨٩. ترجم قاسم طوير العمل الذي صدر عن المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى بالعربيّة عام ٢٠٠٥.
- مقال لفريق فرنسي (Dodinet وشركاه) عام ١٩٩٠ أعاد النظر في تقسيم المدينة الشطرنجي المفترض كما سنرى.
No comments:
Post a Comment