Sunday, March 17, 2024

كنيسة دمشق الملكيّة، نقش أركاديوس، والأب أنطون بولاد

 


تعرّضت سابقاً إلى رواية المبشّر الإيرلندي porter (عام ١٨٥٥) عن حجر باب جيرون الذي حمل نقشاً كتابيّاً للإمبراطور أركاديوس فُقِد فيما بعد وبقيت ترجمته إلى العربيّة. النصّ (أو بالأحرى تعريبي له عن الإنجليزيّة) هو الآتي:


"رمّم أركاديوس ابن الملك ثيودوسيوس كنيسة المبارك يوحنّا المعمدان".


نأتي اليوم إلى رأي Dussaud (عام ١٩٢٢) في هذه الرواية:


كان هيكل دمشق عزيزاً وغنيّاً عام ٣٣٩ - ٣٤٠ للميلاد بدلالة بناء الغامّا وتميّز ببهاء مراسمه في عهد الإمبراطور جوليان (٣٦١ - ٣٦٣ م) المرتدّ (١). انتهت العبادات القديمة التي بدأت مع حدد أو رمّون مع عهد ثيودوسيوس (٣٧٩ - ٣٩٥ م) دون أن يبقى من هذا التحوّل الجلل إلّا ذكر سريع لدى المؤرّخين تحت العام ٣٧٩. ليس بإمكاننا قبول نقش أركاديوس المزعوم الذي ذكر ترميم كنيسة يوحنّا المعمدان. لم يرَ إنسانٌ النصّ الأصلي اللهمّ إلّا تعريبه قيلاً عن قال (٢). 


الصورة الملحقة لجدار الجامع الجنوبي عن Creswell ويظهر فيها ساكف البوّابة الثلاثيّة الذي يحمل كتابة المسيح الشهيرة. 






(١) لم يُتَرْجَم الاهتمام الذي خصّ به جوليان العبادات الوثنيّة إلى اضطّهاد الوثنييّن لمسيحييّ دمشق بيد أنّ القدّيس أمبروز ذكر أنّ اليهود أحرقوا كنيستيّ المدينة المسيحيّتين.  

(٢) ليس هناك أدنى شكّ أنّ الموضوعَ خداعٌ في خداع. ذكر الخوري الملكي أنطون بولاد الترجمة العربيّة إلى Porter (خمس سنوات في دمشق الجزء الأوّل الصفحة ٧٢) بيد أنّه لم يعرها أدنى اهتمام بدليل أنّه أكّد للسيّد Petermann في نفس الوقت تقريباً، استناداً إلى أبحاثه عن تاريخ دمشق، أنّ ترميم الكنيسة الملكيّة basilique جرى في عهد ثيودوسيوس الثاني. من ناحيةٍ ثانية تكريس الكاتدرائيّة ليوحنّا المعمدان لاحقٌ لعهد أركاديوس ومن الواضح أنّ المزوّر كان يجهل ذلك.











No comments:

Post a Comment