Monday, August 5, 2024

فسيفساء حجريّة وفسيفساء زجاجيّة وعناصرها الزخرفيّة

 


الأسطر التالية مختزلة عن الصفحات ١٩١ - ١٩٨ من كتاب الدكتور آلان جورج


فسيفساء أرضيّة صحن الجامع الأموي، أو بالأحرى ما تبقّى منها، حجريّة أمّا الفسيفساء الجداريّة فزجاجيّة. التقنيّة متشابهة وتتلخّص في ترصيع فصوص صغيرة في الجصّ قبل جَفَافِهِ وفقاً لتصميمٍ يُرْسَم على الخلفيّة الجصيّة قبل التنفيذ. باستطاعة نفس الحرفييّن والحال كذلك التكفّل بكسوة الجدران والأرض طالما توافرت المواد الأوّليّة ومن المعروف أنّ صناعة الزجاج كانت واسعة الانتشار على الساحل السوري وفي مصر أضف إلى ذلك إمكان إعادة استعمال فسيفساء الأوابد المجاورة والمهجورة. 


الفسيفساء الأرضيّة عموماً مطلوبةٌ أكثر من الجداريّة نظراً لاستعمالها المتواتر في البيوت الخاصّة منذ القِدَم ولاحقاً في الكنائس. الفسيفساء الأرضيّة أيضاً أكثر ديمومةً وما تبقّى منها أكثر ممّا تبقّى من الجداريّة رغم أنّ الحال ليس كذلك في جامع بني أميّة نظراً للسطوح الواسعة التي كستها الفسيفساء الجداريّة مقارنةً مع المساحة المحدودة في الصحن الذي فُرِشَ معظمُهُ بالبلاط كما رأينا



ما وصلنا من فسيفساء الجامع أكثر بكثير ممّا فقدناه إلى غير رجعة وبالتالي ما نملكه اليوم من العناصر الزخرفيّة لا يعكس بالضرورة ما استُعْمِلَ منها في البرنامج الأصلي. تشمل هذه البقايا زخارفاً نباتيّةً تشبه ما نجده في بعض المواقع العائدة إلى القرن السادس للميلاد وأبنيةً يمكن تحرّي نظائر أسقُفِها في أمثلةٍ نادرة من هنا وهناك كما في اللوحة الجداريّة (البشارة) المرفقة من دير السريان في مصر التي يُعْتَقَد أنّها تعود إلى القرن الثامن للميلاد والتي نرى فيها أبراجاً مدبّبةً وأسطحاً جملونيّةً مثلّثة وتكتّل المباني بشكلٍ هرمي والأبواب المستطيلة المؤطّرة والنوافذ المربّعة والأشجار المبثوثة بين العمائر. 



صورة فسيفساء الرواق الغربي (لوحة بردى: مزيدٌ عنها لاحقاً) عن Carola Jäggi.  





















Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.

No comments:

Post a Comment