Saturday, August 3, 2024

فسيفساء الجامع الأموي في إطارها التاريخي

 


منقول باختصار وتصرّف عن آلان جورج (صفحة ١٩٠ - ١٩١).


من شبه المؤكّد أنّ الأيادي التي بنت جامع دمشق وزخرفته مسيحيّة منها - لربّما أغلبها - محليّة ومنها ما استُدْعِيَ من سائر أرجاء الإمبراطوريّة نظراً لضخامة المشروع والمهارات المتعدّدة التي يتطلّبها عملٌ من هذا النوع.  


جامع دمشق الأموي هو الثاني، من ناحية القِدَم، المحتفظ ببعض فسيفسائه الجداريّة بعد قبّة الصخرة. هناك المزيد من الجوامع التي استُعْمِلَت فيها الفسيفساء ممّا بناه الوليد أو أعاد بنائه كمسجد النبي في المدينة ومسجد عمرو في الفسطاط وحرم مكّة ولكن جامع دمشق يتميّز عنها بالمساحة التي غطّتها الفسيفساء على مدىً لا نشاهده في أيّ من الأبنية الإسلاميّة العديدة. للتذكرة غطّت فسيفساء جامع دمشق الجدران المطلّة على الصحن فوق القناطر بما فيها واجهة حرم الصلاة وعقود هذه القناطر وجدران المصلّى وثلاثاً من جدران المجاز المعترض الخارجيّة ولربّما أيضاً مئذنة العروس. قليلةٌ هي الكنائس التي تضاهي فسيفساء الأموي في اتّساعها. 


لدينا اليوم بقايا من الفسيفساء في حوالي مائتيّ كنيسة بُنيَت بين القرن الرابع إلى القرن الثامن للميلاد معظمها في الأقاليم الممتدّة بين إيطاليا ومصر بيد أنّ الألواح التي وفّرها الزمن صغيرة عموماً باستثناء ما نجده في حنيات apse بعض الكنائس وإن تميّزت عن فسيفساء الأموي بشكلها المجوّف. ألواح فسيفساء آيا صوفيا المتبقيّة أكبر مع التحفّظ أنّ ما يعود منها إلى القرن السادس للميلاد قليل وخالي من تمثيل البشر أمّا معظمها فيعود إلى الفترة بين القرن العاشر والقرن الثاني عشر للميلاد. 


هناك أمثلة إضافيّة من سيناء وبلاد ما بين النهرين وشرق البحر المتوسّط عموماً. 


الصورة الملحقة لفسبفساء دير مار كبرئيل في آسيا الصغرى (تركيّا) وهي من القرن السادس (حوالي ٥١٢ للميلاد) ويظهر فيها ظلّة مقبّبة ciborium فوق المذبح altar. 




















Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.

No comments:

Post a Comment