تستند قبّة النسر على رقبة تعلو المجاز المعترض لجامع بني أميّة الكبير في دمشق. تقتصر كسوة فسيفساء جدران المجاز المعترض الخارجيّة اليوم على القسم الشمالي المطلّ على صحن الجامع بدايةً بالجبهة المثلّثة في الأعلى ونهايةً بالعقود فوق أعمدة وعضادتيّ بوّابة الحرم الثلاثيّة الفتحات. معظم كسوة الفسيفساء هذه حديثة، وليدة ترميماتٍ أُجْرِيَت في النصف الثاني من القرن العشرين ولدينا العديد من الصور اعتباراً من منتصف الثاني عشر (على سبيل المثال Bedford عام ١٨٦٢) وحتّى خمسينات القرن الماضي (على سبيل المثال انظر مجموعة Moose والصورة الأولى) تُظهِرُ بوضوح أنّ الفسيفساء آنذاك اقتصرت على بقايا تحت الجبهة المثلّثة.
وصف Kremer أيضاً بقايا فسيفساء تحت قبّة النسر على الجدار الشرقي والتي كانت لا تزال موجودةً بعيد حريق ١٨٩٣ بدلالة صورة Max van Berchem المُلْتَقَطة من حرم الصلاة (الصورة الثانية من أرشيف السلطان عبد الحميد. يظهر تكبير هذه الصورة قسماً من برج مربّع تعلوه قبّة يتوّجها جوسق). يشبه طراز الفنّ هنا ما نراه في لوحة بردى في رواق الجامع الغربي ويدلّ على أنّ هذه الفسيفساء تعود إلى العهد الأموي. تلاشت رقعة الفسيفساء الصغيرة هذه مع ثلاثينات القرن العشرين بدلالة صورة Écochard الملتقطة عام ١٩٣٤ (صفحة ١٣٥ من كتاب آلان جورج) بيد أنّ تواجدها سابقاً كما هو مثبتٌ بالصور الضوئيّة قرينةٌ لا يمكن إغفالها تشير إلى أنّ فسيفساء الوليد كست ليس فقط الجدار الشمالي المطلّ على الصحن، وإنّما أيضاً الجدار الخارجي الشرقي للقسم العلوي من المجاز المعترض؛ إذا سلّمنا بهذا التحليل فهذ يعني منطقيّاً نّ الفسيفساء كست القسم العلوي من الجدار الغربي أيضاً. بالمقابل لا يوجد سببٌ مقنعٌ لامتدادها إلى الجدار الخارجي القبلي المطلّ على أزقّة المدينة.
الخلاصة غطّت فسيفساء الوليد الأصليّة على الأرجح الجدران الخارجيّة للمجاز المعترض من الشمال والشرق والغرب ولم يبق اليوم منها إلّا القليل (إذا طرحنا الفسيفساء المُضافة حديثاً) في القسم الشمالي المطلّ على الصحن.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment