الأسطر التالية مقتبسة مع الاختزال والتصرّف عن الدكتور آلان جورج (صفحة ١٣٧ - ١٣٩) والصورتان الملحقتان من خمسينات القرن العشرين من مجموعة Moose:
نبدأ بوصف المقدسي وهو الأقدم (القرن العاشر للميلاد):
"والجامع، أحسن شيء للمسلمين اليوم ولا يعلم لهم مال مجتمع أكثر منه قد رُفِعَت قواعدُهُ بالحجارة الموجّهة كباراً مؤلّفة وجُعِل عليها شرفٌ بهيّة وجُعِلَت أساطينُها أعمدة سوداً ملساً على ثلاثة صفوف واسعة جدّاً وفي الوسط إزاء المحراب قبّة كبيرة".
الوصف معقول بيد أنّه شديد الاختصار.
نأتي الآن إلى ابن جبير ودقّته التي لا نظير لها في القرون الوسطى. زار الرحّالة الأندلسي الشهير دمشق عام ١١٨٤ وكتب عن حرم الصلاة ما يلي:
"وبلاطاته المتّصلة بالقبلة ثلاثة مستطيلة من الشرق إلى الغرب، سعة كل بلاط منها ثماني عشرة خطوة، والخطوة ذراع ونصف، وقد قامت على ثمانيةٍ وستّين عموداً، منها أربع وخمسون سارية، وثماني أرجل جصيّة تتخلّلها، واثنتان مرخمّة ملصقة معها في الجدار الذي يلي الصحن، وأربع أرجل مرخمّة أبدع ترخيم، مرصّعة بفصوصٍ من الرخام ملوّنة، قد نظمَت خواتيم، وصوّرت محاريب وأشكالاً غريبة، قائمة في البلاط الأوسط، تقلّ قبّة الرصاص مع القبّة التي تلي المحراب".
فسّر الدكتور جورج مصطلحات ابن جبير بالإنجليزيّة:
- العمود = support.
- السارية = column (أي ما يُعرَّب عادةً بمصطلح "عمود").
- الأرجل الجصيّة = plastered supports.
- المقصود بالأرجل الملصقة هو pilasters (ما يعرّب عادةً بالأعمدة أو القوائم أو العضائد الجداريّة) ولا بدّ أنّ المقصود بها العضادتان الكبيرتان على جانبيّ واجهة المجاز المعترض على الصحن.
يطابق وصف ابن جبير الوضع الحالي للحرم بمجازه المعترض وبلاطاته aisles الثلاث التي يفصلها صفّان من قناطر الأعمدة colonnades. يبلغ عدد الأعمدة ("سواري" ابن جبير) الإجمالي داخل الحرم الأربعين ويمكن التوصّل إلى رقم ٥٤ الذي ذكره الرحّالة بإضافة أعمدة مطلّة على الصحن تخلّلتها عضائد pillars (بعبارة ثانية "الأرجل الجصيّة"). اندثرت أعمدة الواجهة وحلّت عضائد محلّها وكان ذلك على الأرجح قبل القرن التاسع عشر بدلالة صورة Bedford الشهيرة عام ١٨٦٢.
تشير الأرجل المرخّمة الأربعة إلى أركان piers المجاز المعترض التي تحمل قبّة النسر.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment