Thursday, July 4, 2024

عمارة الجامع الأموي ومصطلحاتها التاريخيّة

 


كتب ابن عساكر (تاريخ مدينة دمشق الجزء الثاني صفحة ٢٥٣) نقلاً عن ابن المعلّى في صدد بناء الجامع الأموي:



"فصعد الوليد وصعدنا معه فكان أوّل من ضرب بفأس في هَدْمِها الوليد، ثمّ هَدَمَ الناسُ بعدَهُ فأراد أن يبني المسجد ضطوانات إلى الكوى - يعني الطاقات - فدخل بعضُ البنّائين فقال: لا ينبغي أن يُبنى كذا، ولكن ينبغي أن يبنى فيه قناطر وتعقدان بعضها إلى بعض ثمَّ تُجْعَل أساطين وتُجْعَل عُمُد، ويُجْعَل فوق العمد قناطر تحمل السقف وتخفّف عن العُمُد البناء، ويُجْعل بين كل عمودين ركن".   



نأتي إلى رحلة ابن جبير الأندلسي (صفحة ٢٥٤):


"والبلاط المتّصل بالصحن، المحيط بالبلاطات من ثلاث جهات، على أعمدة. وعلى تلك الأعمدة أبوابٌ مقوّسة، تقلّها أعمدةٌ صغار، تطيف بالصحن كلِّه". 


ترجم الدكتور آلان جورج المصطلحات أعلاه كما يلي:


- قناطر = arches. وهي أيضاً، حسب المرجع، أقواس أو عقود.

- أساطين = pillars. هناك من بدعوها عضائد أو دعامات.

- أعمدة (عُمُد) = columns. 

- ركن = أيضاً pillar. 


يُفْهَم من نصّ ابن عساكر تناوب الأعمدة مع العضائد (الأركان أو الأساطين) وعلّ هذا كان الحال في عهد الوليد أمّا اليوم فالوضع مختلفٌ إلى حدٍّ ما ويعكس الكوارث التي أصابت الحرم وأعمال الترميم التي تلتها. 


قناطر الرواق الغربي west arcade التسعة على سبيل المثال (الأكثر حفاظاً على حالتها الأصليّة بين قناطر الجامع) مشكّلة من تناوب عمودين مع عضادة كما نرى في الصورة الملحقة عن Vigouroux. فيما عدا ذلك، يطابق وصف ابن عساكر الوضع الراهن إلى درجة كبيرة: تسعة قناطر (أو عقود) كبيرة تحمل ثماني عشرة من القناطر الصغيرة تتناوب فيها أعمدةٌ صغيرةٌ مع الدعامات. جميع العقود - الكبيرة في الأسفل والصغيرة في الأعلى - نصف دائريّة semicircular (وليس بشكل حدوة الفرس horseshoe كما كتب الدكتور طلال العقيلي (الطبعة الثانية صفحة ٩١). 


تتبع قناطر الرواق الشرقي نفس النظام أمّا في الرواق الشمالي فقد حلّت العضائد محلّ الأعمدة الغائبة مما يعكس غعلى الأغلب الترميم إثر زلزال ١٧٥٨.














Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.


Photo: Élodie Vigouroux. La Mosquée des Omeyyades de Damas après Tamerlan. Bulletin d'Études Orientales Tome LXI | Décembre 2012. 

No comments:

Post a Comment