أرجع الفرنسي Dussaud المجاز المعترض إلى العهد البيزنطي كما رأينا وارتأى أنّ إسهام الوليد في اقتصر على سَقْفِهِ بقبّة النسر. يرفض معظم الأخصّائييّن اليوم، ومنهم آلان جورج (صفحة ١٣٠)، هذه المطارحة ويعتقدون أنّ المجاز المعترض يعود إلى عهد الوليد. استند جورج في هذا الافتراض إلى نوعيّة ومقاس الأحجار المستعملة مقارنةً مع نظيرتها في القناطر arcade الغربيّة. ينطبق هذا الكلام خصوصاً على القسم الخارجي من الأركان أو العضائد أو الدعامات pillars المركزيّة الأربعة تحت قبّة النسر (مخطّط Creswell) أمّا القسم الداخلي من هذه العضائد فهو على الأغلب سلجوقي بدلالة نقش ملكشاه الكتابي على السطحين الجنوبيّين من الدعامتين الأماميّتين المؤرّخ في العام ٤٧٥ للهجرة (الموافق ١٠٨٢-١٠٨٣ للميلاد أي خلال تولّي تاج الدولة تتش دمشق تحت سلطنة ملك شاه). النصّ مكتوب بالكوفيّة على لوحين يُفْتَرَض أنّهما نُقِلا بعد حريق ١٨٩٣ إلى متحف دمشق الوطني وأنّهما لا يزالان فيه (طلال العقيلي الجزء الأوّل صفحة ٢٤٠).
وصف ابن جبير الأندلسي (صفحة ٢٥١ - ٢٥٢) دعامات (أركان) المجاز المعترض "بالأرجل" كما يلي:
"أربع أرجل مرخّمة أبدع ترخيم، مرصّعة بفصوص من الرخام ملوّنة، قد نُظِّمَت خواتيم، وصوِّرَت محاريب وأشكالٌ غريبة، قائمة في البلاط الأوسط، تُقِلُّ قبّة الرصاص مع القبّة التي تلي المحراب، سعةُ كلٍّ رِجْلٍ منها ستّة عشر شبراً، وطولها عشرون شبراً، وبين كلّ رِجْلٍ ورجل في الطول سبع عشرة خطوة، وفي العرض ثلاث عشرة خطوة، فيكون دور كلّ رِجْلٍ منها اثنين وسبعين شبراً".
أدين بصورة أحد النقشين الكتابييّن السلجوقييّن بعدسة Max van Berchem إلى الدكتور سمير البيج (أبو يامن) رحمه الله ومجموعة دمشق بالأبيض والأسود.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment