Saturday, July 13, 2024

جدار حرم الجامع الأموي الشمالي في عهد الوليد‎

 


الجدار قيد الحديث هو المطلّ على صحن الجامع. ينصّف المجاز المعترض وواجهته المهيبة هذا الجدار ونرى على كلٍّ من جانبيّ الواجهة على النسق الأسفل عشرة فتحات معقودة دائريّاً تُغْلِقُها أبواب خشبيّةٌ كبيرة. السؤال هنا: هل هذه الأبواب أصليّة؟ فلنستعرض مع الدكتور آلان جورج ما كتبه المؤرّخون في صددها. 


نقل ابن عساكر (١١٠٥ - ١١٧٦ للميلاد) في تاريخ مدينة دمشق (صفحة ٢٧٩ من الجزء الثاني) عن ابن المعلّى (وفيّات ٨٩٩ م) ما يلي:

"كنّا نستر مسجد دمشق في الشتاء بلبود - أحسبه قال في عهد الوليد - فدَخَلَتهُ الريح فهزّته فثار الناس فخرقوا اللبود".    


نأتي الآن إلى ابن كثير (١٣٠٠ - ١٣٧٣ م) في "البداية والنهاية": 

"قالوا: وكانت الأبواب الشارعة من داخل الصحن ليس عليها أغلاق، وإنما كان عليها الستورُ مرخاةً، وكذلك الستور على سائر جدرانه إلى حدّ الكرمة التي فوقها الفصوص المذهّبة". 


أخيراً هناك ابن صصرى (كتب حوالي ١٤٠٠) في الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة:

"وكان على أبوابه الستور الحرير الملوّنة، والبسط الهائلة...". 


الأمر سيّان سواءً أُغْلِقَت الفتحات بواسطةِ "لبود" أم "ستائر حريريّة". إذا سلّمنا بصحّة هذه الروايات فهذا يعني أنّ أقمشةً سدّت المنافذ إلى الحرم عبر الصحن وأنّ واجهة الحرم الشماليّة الأصليّة كانت مجرّدة من الأبواب. تحديد تاريخ بناء هذه الأبواب متعذّر استناداً إلى المعطيات الحاليّة.  


لا بدّ أنّ أرضيّة حَرَم الصلاة الحاليّة حافظت على مستواها منذ العهد الأموي كونها توافق أسفل البوّابة الرومانيّة القبليّة المثلّثة. بالمقابل يرتفع صحن الجامع قرابة نصف المتر فوق سلفه في العهد الأموي بدلالة أسبار ١٩٦٢- ١٩٦٣. مستوى الصحن اليوم يوافق مستوى الحَرَم بيد أنّ انخفاض المستوى الأصلي تطلّب تسلّق درجتين أو ثلاثاً للدخول من الصحن إلى المصلّى ولهذا ميزة حماية الحرم من فيضان الماء في حالة تساقط غزير للأمطار أو الثلوج خصوصاً في غياب الأبواب.


الرسم الملحق تصوّر الدكتور طلال العقيلي (صفحة ١٢٩ من الطبعة الأولى لكتاب "الجامع الأموي في دمشق") لواجهة جدار الحرم الشمالي. 























Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.


No comments:

Post a Comment