تتوسّط بوّابةٌ مثلّثّة العقود واجهة حرم الصلاة على صحن الجامع. العقود نصف دائريّة تؤطّرها دعامة (عضادة pillar) على كلٍّ من جانبيها ويفصل بين فتحات البوّابة الثلاث عمودان كما نرى في الصورة الملوّنة عن الويكيبيديا.
يعود هذان العمودان إلى الترميم اللاحق لحريق ١٨٩٣. تظهر الصور بعد الحريق (الصورة الثانية من أرشيف السلطان عبد الحميد) وقبله العمودين الأصلييّن الذين بقيا منتصبَين في أعقاب الكارثة ولكنّهما تصدّعا واقتضت الحاجة استبدالهما بالعمودين الحالييّن.
هناك أكثر من صورة لواجهة المجاز المعترض قبل الحريق ومنها نرى اختلافاً بين قاعدتيهما وتاجيهما (مثلاً لقطة Henry Phillips عام ١٨٧٥). تاج العمود على يمين الناظر قورنثي أصلي بينما القاعدة مستحدثة علّها مشغولة من الملاط أو المونة. بالمقابل تاج العمود على اليسار مركّب composite أمّا القاعدة فأصليّة.
هنري فيليپس ١٨٧٥ |
هنري فيليپس ١٨٧٥ تفاصيل |
هناك أيضاً لوحة Bauernfeind الشهيرة التي نعاين بالتدقيق في تفاصيلها اللون الأخضر للعمود على اليسار بينما لا يظهر العمود الأيمن في هذا المنظور المأخوذ من الشمال إلى الجنوب (أي من باب العمارة باتّجاه واجهة المجاز المعترض).
باورنفند ١٨٩٠ تفاصيل |
من المحتمل أنّ العمودين قيد الحديث يعودان إلى عهد الوليد بدلالة النصّ الآتي من ابن عساكر (تاريخ مدينة دمشق الجزء الثاني صفحة ٢٧٠):
"حدّثني شيخٌ من أهل العلم أنّ عبد الملك اشترى العمودين الأخضرين الكبيرين اللذين تحت النسر من حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بألفٍ وخمس مائة دينار".
نقل المؤرّخون اللاحقون (ابن كثير والعلموي *) أنّ شاري العمودين هو الوليد وليس عبد الملك. النتيجة واحدة عمليّاً: العمودان أمويّان أو بالأحرى سابقان للإسلام أُعيد استعمالُهُما عندما بنى الوليد المجاز المعترض وبقيا قائمين حتّى نهاية القرن التاسع عشر باستثناء ترميماتٍ لا غنى عنها خلال فترةٍ قاربت ثلاثة عشر قرناً بدلالة اختلاف القاعدتين والتاجين.
(*) ذكر الشيخ عبد الباسط العلموي عموداً أخضر اللون وآخر أبيض - Sauvaire ص ١٨٧ - في عهده أي القرن السادس عشر بعد تلف أو سرقة أحد العمودين الأصلييّن المذكورين أيضاً في صفحة ٢٠٠ من نفس المصدر.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021
No comments:
Post a Comment