Thursday, July 25, 2024

فسيفساء الجامع الأموي في كتابات المؤرّخين

 


كافّة المعلومات أدناه مقتبسة من مقال مرجعي للدكتور عبد القادر الريحاوي رحمه الله نُشِرَ عام ١٩٦٠ في الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة (صفحة ٣٧ - ٤٨) تحت عنوان "فسيفساء الجامع الأموي بدمشق".


تعود أسبقيّة وصف الفسيفساء إلى أبو محمّد الحسن المهلّبي (٩٠٣ - ٩٦٣ للميلاد) في "المسالك والممالك":


"
والحنايا وحيطان المسجد كلّها إلى حدّ سقفه منقوشة أبدع نقش بالفسيفساء الملوّن المدهون والمذهّب، يخطف الطرف ... وكذلك حيطانه كلّها في صحنه وسائر أروقته منقوشة مذهّبة بالفسيفساء ... كتب في حائطه القبلي سور من القرآن بالفسيفساء المذهّب في تضاعيف النقش."


نأتي الآن إلى المقدسي (٩٤٥ - ٩٩٠ للميلاد) في "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم":


"وحيطانه إلى قامتين بالرخام المجزّع ثمّ إلى السقف بالفسافساء الملوّنة في المذهّبة صور أشجار وأمصار وكتابات على غاية الحسن والدقّة ولطافة الصنعة وقلّ شجرة أو بلد مذكور إلّا وقد مثّل على تلك الحيطان وطليت رؤوس الاعمدة بالذهب وقناطر الاروقة كلّها مرصّعة بالفسيفساء."


نستنتج من هذين النصّين أنّ جدران الجامع كانت مكسوّةً بالرخام  حتّى ارتفاع عدّة أمتار (*) وما تبقّى حتّى السقف بالفسيفساء. شملت الكسوة الفسيفسائيّة جدران حرم الصلاة وتلك المطلّة على الصحن وعقود الأروقة.  


تتطّلب كسوةٌ على مساحاتٍ بهذا الاتّساع كميّةً هائلةً من فصوص الفسيفساء لا ريب أنّ الكثير منها صُنِّعَ محليّاً والكثير استُورِدَ من بيزنطة. 


قلّ تصنيع واستعمال الفسيفساء بعد انصرام العهد الأموي واعتمد المرمّمون على إعادة استخدام الفصوص التي تساقطت. لم يبقَ اليوم من هذه الروائع إلّا النزر اليسير.   


الصورة الملحقة عن de Lorey. 


يتبع. 



(*) سبعة أمتار حسب الريحاوي ولا أدري علام استند في هذه التقدير إذ يُفْتَرَض أنّ القامة تقلّ عن المترين.












Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.

Eustache de Lorey. Les mosaïques de la Mosquée des Omayyades à Damas. Syria. Archéologie, Art et histoire Année 1931 (pp. 326-349). 

No comments:

Post a Comment