طوّقَ صَفٌّ من من الشرافات المتدرّجة stepped merlons سطح الجامع الأموي قديماً (من نافل القول أنّ الشرافات الحاليّة مُسْتَحْدَثة). ذكر ابن الجوزي (١١١٦ - ١٢٠١ للميلاد) هذه الشرافات في إطار زلزال عام ٨٤٧، أي قبل ولادته بقرنين ونصف من الزمن:
"وفي ربيع الآخر: رَجَفَت دمشق رجفةً شديدةً لارتفاع الضحى، وانْتَقَضَت منها البيوت، وتزايلت الحجارة العظيمة، وسقطت عدّة منازل وطاقات في الأسواق على من فيها فقتلت خلقاً كثيراً من الرجال والنساء والصبيان، وسقط بعض شرافات المسجد الجامع، وتصدّعت طاقات القبّة التي في وسط الجامع مما يلي المحراب، وانقطع ربعُ منارة الجامع".
أوّل شاهد عيان للشرافات كان المقدسي (٩٤٥ - ٩٩٠ للميلاد) في "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم":
"والسطوح كلّها ملبّسة بشقاق الرصاص والشرافيّات من الوجهين بالفسيفساء".
لا ريب أنّ المقدسي قَصَدَ بالكسوة الفسيفسائيّة وجه الشرافات المطلّ على الصحن، انسجاماً مع كسوة جدران الجامع المتوجّه نحو المركز كسائر العمائر الشاميّة بما فيها دور السكن.
لدينا عدّة شواهد على الشرافات في الأعمال الفنيّة الأوروپيّة الآتية:
- اللوحة الإيطاليّة الزيتيّة الشهيرة (عام ١٥١١) حيث تظهر الشرافات فوق سور المدينة على يمين الناظر (جدران الجامع غير مرئيّة باستثناء الوجه القبلي للمجاز المعترض) .
- لوحة Paul Lucas (عام ١٧٢٠) التي ألحقتها بالمنشور مع التركيز على القسم الذي تظهر فيه الشرافات .
- رسم Barsky (١٧٢٨ - ١٧٤٤) حيث تتوّج الشرافات جدران الجامع - باستثناء القبلي - من الخارج.
تظهر الشرافات في الصور الضوئيّة للمرّة الأولى مع de Prangey (عام ١٨٤٣) على البرج الجنوبي الغربي.
بناءً على هذه المعطيات (كتابات المؤرّخين + اللوحات + الصور الضوئيّة)، هناك ما يدعو للاعتقاد أنّ الشرافات الأصليّة امتدّت حول سطح الجامع من كافّة الجهات، وأنّها أخذت شكلاً مثلّثاً متدرّجاً، وأنّها كانت مكسيّةً بالفسيفساء من الجهة المطلّة على داخل الجامع وعاريةً من الخارج.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment