باني مئذنة العروس هو الوليد بن عبد الملك بإجماع المصادر التاريخيّة المتوافرة، مع التحفّظ أنّها دون استثناء أحدث بكثير من المأثرة قيد البحث.
زوّدنا المقدسي (٩٤٥ - ٩٩٠) بأقدم وصف للمئذنة:
"والباب الرابع باب الفراديس مصراعان قبال المحراب في أروقةٍ بين زيادتين عن يمين وشمال عليه منارة محدثة مرصّعة على ما ذكرنا".
الكلمة المفتاحيّة في هذا الذكر المقتضب إلى أبعد الحدود هي "مرصّعة" استعملها المقدسي في بقيّة سَرْدِهِ عن الجامع متبوعةً "بالفسيفساء". من المعقول والحال كذلك أنّ الرحّالة والجغرافي الشهير رأى المئذنة الشماليّة، أو بالأحرى جدرانها الثلاثة المرئيّة من صحن الجامع، مكسيّةً بالفسيفساء ممّا ينسجم مع الكسوة الفسيفسائيّة الأصليّة على سائر جدران الجامع. ليست كسوة المئذنة، على كلفتها وامتدادها، إلّا إضافةً يسيرةً لإجمالي فسيفساء صحن الأموي وحرم صلاته بيد أنّ احتمال أنّها تعود إلى العهد العبّاسي الذي همّش سوريّا عموماً ودمشق خصوصاًً ضعيف. عروس الجامع الأصليّة على الأرجح إنجازٌ أمويّ وهذا بالطبع لا ينفي الأضرار التي لحقت بها عبر الزمن وترتّب عليها إعادة بناء مكوّناتها العلويّة خصوصاً.
الصورتان الملحقتان لمئذنة العروس عن Moose في خمسينات القرن العشرين.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment