القبّة المعنيّة هي قبّة النسر الثانية أو القبّة السلجوقيّة التي وصفها ابن جبير أثناء زيارته دمشق عام ١١٨٤ للميلاد (عهد صلاح الدين) فقال في الصفحة ٢٥٢:
"وأعظم ما في هذا الجامع المبارك، قبّة الرصاص المتّصلة بالمحراب وسطه، سامية في الهواء، عظيمة الاستدارة، قد استقلّ بها هيكلٌ عظيم، هو غاربٌ لها، ويتّصلُ من المحرابِ إلى الصحن، وتحتَهُ ثلاثُ قبابٍ: قبّةٌ تتّصلُ بالجدار الذي إلى الصحن، وقبّةٌ تتّصلُ بالمحراب، وقبّةٌ تحتَ قبّة الرصاص بينهما. والقبّةُ الرصاصيّة قد أغضت الهواء وسَطَهُ، فإذا استقبلْتَها أبصرتَ منظراً رائعاً، ومرأى هائلاً، يشبّهه الناس بنسرٍ طائر، كأنّ القبّةَ رأسُهُ، والغارب جؤجؤهُ، ونصف جدار البلاط عن يمين، ونصف الثاني عن شمال، جناحاه. وسعةُ هذا الغارب من جهةِ الصحن ثلاثون خطوة، فهم يعرّفون الموضع من الجامع بالنسر لهذا التشبيه الواقع عليهِ. ومن أيّ جهةٍ استقبلتَ البلدَ، ترى القبّةَ في الهواء منيفةً على كل علوٍّ، كأنّها معلّقةٌ من الجوّ".
يترتّب على هذا الوصف أنّ ثلاثاً من القباب توّجت المجاز المعترض كما عايَنَهُ ابن جبير:
- قبّةٌ قبليّة صغيرة "تتّصلُ بالمحراب". هذه القبّة خشبيّة.
- قبّةٌ مركزيّةٌ كبيرة مزدوجة (صفحة ٢٨١) مكوّنة من قبّة داخليّة خشبيّة وقبّة خارجيّة رصاصيّة تغلّفها وبينهما فضاء يمكن لإنسانٍ أن يدخُلَهُ ويتجوّل فيه كما فعل ابن جبير.
- قبّةٌ شماليّةٌ خشبيّة "تتّصلُ بالجدار الذي إلى الصحن".
الرسم الملحق مقطع طولي في المجاز المعترض يمثّل تصوّر الدكتور طلال العقيلي للقباب الثلاث التي وصفها ابن جبير (الصفحة ١٥٧ من الطبعة الثانية لكتاب "الجامع الأموي في دمشق") وللمقارنة أرفقت رسم Spiers (صفحة ٢١٩) للمقارنة مع القبّة الوحيدة العثمانيّة التي أتى عليها حريق ١٨٩٣.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021
No comments:
Post a Comment