جدّي نديم بن كامل قدح شامي من مواليد ١٩٠٠ حسب بطاقته الشخصيّة وقيد النفوس الصادر من دولة دمشق في الرابع من كانون ثاني عام ١٩٢٧ (١)، أو ١٣١٥ للهجرة الموافق حزيران ١٨٩٧ - أيّار ١٨٩٨ حسب السجلّات العثمانيّة.
درس نديم الثانويّة في أواخر العهد العثماني ثمّ التحق بمعمل الترسان الكبير في القسطنطينيّة ومكث فيه عدّة سنوات في دراسة الميكانيك. التاريخ الدقيق لعودته إلى دمشق غير معروف وفي كلّ الأحوال لم يطل مقامُهُ فيها قبل أن ينتقل إلى إقليم بيسان في فلسطين ليعمل مع خالِهِ يوسف الزمريق (الذي باع أرضَهُ في نهاية العشرينات). كان لنديم آنذاك طاحون قرب بيسان رأى ابنهُ سامي (٢) صكَّ ملكيِّتِه بأمّ عينه.
انتقل نديم من بيسان إلى حيفا (مكان إقامة أخيه الأكبر فريد) ثمّ تزوّج في دمشق نيسان ١٩٢٦ (حسب قيد النفوس) ليعود إلى فلسطين وتحديداً إلى طولكرم كمشرف ميكانيكي. شاءت الأقدار أن يصاب ببعض الجراح في حادث سيّارة عام ١٩٣٠ أو ١٩٣١ أتى على إثرها فريد قدح ليسهر عليه لمدّة أربعة أيّام في نابلس بينما أقامت جدّتي عدداً من الأسابيع مع عائلة فريد في حيفا.
عاد نديم إلى دمشق عام ١٩٣٣ ليسكن على شارع خالد بن الوليد، البيت الأوّل الذي استقّر بِهِ مع قرينته وابنته وابنه في دمشق. الوظيفة التالية له كانت في معمل الإسمنت بدمّر اعتباراً من عام ١٩٣٦ ثمّ عاد إلى حيفا ليعمل مسؤولاً عن التجهيزات الميكانيكيّة لشركة رزّ مملوكة من آل السراقبي (٣).
اشترى نديم بيتاً لأسرته في القنوات أيلول ١٩٤٠ ولكنّه استمرّ بالعمل في حيفا إلى أن قصفها طيران المحور (أي ألمانيا وإيطاليا) وعاد جدّي إلى دمشق (٤) نهائيّاً - على الأرجح صيف ١٩٤١ - ليعمل محاسباً يشرف على وزن البضائع في سوق الهال تحت ظروفٍ صعبة إلى أن التحق مجدّداً بمعمل اسمنت دمّر ووضع نظام النقابة فيه وكان أمين السرّ واقترح إعطاء العمّال حصّة من أرباح المعمل بيد أنّ فارس بك الخوري (عضو مجلس إدارة الشركة) رفض هذا الاقتراح.
انتقل نديم بعد سنتين قضاهما في معمل الاسمنت إلى مطحنة القدم (أنطون جلّاد ومنير مهايني) كمسؤول عن التجهيزات الميكانيكيّة ليتركها تشرين ثاني أو كانون أوّل عام ١٩٤٩ ليعمل مدير مرآب وزارة المواصلات (مطلع ١٩٥٠).
فقد نديم عمله نهاية ١٩٥٠ وبقي عاطلاً حتّى آب ١٩٥١ انتقل بعدها إلى حمص وشركة نفط العراق IPC كميكانيكي اعتباراً من أيلول ذلك العام. صورة المقال الملحق من مجلّة أهل النفط (٥) في عددها الصادر شباط ١٩٥٣. المقال القصير للسيّد منير مسّوح يشرح نفْسَهُ بنَفْسِهِ ومنه يتّضح أنّ جدّي ابتكر مخرطةً الهدف منها إنتاج سلندرات (إسطوانات) لمحرّك الديزل لتلافي معضلة تمثّلت بصعوبة العثور على قطع التبديل (٦) وغلاء هذه القطع.
عاد نديم إلى مطحنة القدم نهائيّاً صيف ١٩٥٣واستمّر في العمل فيها حتّى ربيع ١٩٨٠ ووافته المنيّة في الحادي والثلاثين من تمّوز في نفس العام.
(١) دمج الفرنسيّون دولتيّ دمشق وحلب في "دولة سوريّا" اعتباراً من مطلع ١٩٢٥ ولكن هذا لا يُتَرْجَم بالضرورة إلى استبدال الأوراق الرسميّة بين عشيّةٍ وضحاها.
(٢) أبي عطّر الله ذكره.
(٣) معظم التواريخ المذكورة من أوراق أبي وهناك عدّة فجوات.
(٤) جدّي وإخوته دمشقيّون. أقام نديم وأخوه الأكبر فريد في فلسطين سنواتٍ طوالاً عاد بعدها نديم إلى دمشق سوريّ الجنسيّة عام ١٩٤١ بينما عاد فريد عام ١٩٤٨ فلسطينيّاً والسبب أو الأسباب لا تحتاج إلى تعليق.
(٥) نشرتها شركة نفط العراق من بيروت بين الأعوام ١٩٥١ و ١٩٥٩.
(٦) قام أبي الذي كان طالباً في كليّة الهندسة المدنيّة آنذاك برسم تصميم اختراع أبيه في أواخر ١٩٥٠.

No comments:
Post a Comment