Saturday, November 13, 2021

بيت التاج الإسباني

 


أو بيت متري أفندي ابن ميخائيل شلهوب أو بيت الدادا أو حبيب أفندي الصبّاغ كما رأينا. دمّر (أو البناء - الأبنية التي سبقته) في مجزرة ١٨٦٠ وشيّد من جديد سنة ١٨٦٦ بأسلوب روعي فيه التناظر مع التحفّظ أنّ الصاليا (*) في البناء المستحدث شغلت الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة في المكان الذي يحتلّه عادة مربّع. ذكّر هذا التناظر (**) المستشرقين الألمانييّن Wulzinger & Watzinger بما هو معهود في الدور الرومانيّة ولم يفت عليهما تاج العمود الكلاسيكي الذي أعيد استعماله في البناء (الصورة الملحقة). 





زوّدنا الألمانيّان W & W بمخطّط المسقط الأرضي للدار (الشكل الملحق). البناء موازي لشارع باب توما ويتمحور من الجنوب إلى الشمال. المساحة الإجماليّة ٣٣,٥ x ٢٨ = ٩٣٨ متر مربّع وبالتالي البيت كبير (هو الأكبر في "الحيّ الشرقي" حسب W & W ومن الواضح أنّهما يستثنيان الدور اليهوديّة على أقلّ تقدير). المدخل في الزاوية الشماليّة الغربيّة وتتعذّر رؤية الصحن منه كما هو الحال في البيوت الشاميّة عموماً. الإيوان الكبير قبلي والصحن مركزي تقارب هيئته المربّع وتبلغ مساحته مساحته  ١٤,٦ x ١٦,٤ = ٢٣,٩ متر مربّع وتتوسّطه بحرة رخاميّة صغيرة (الصورة الملوّنة عن Keenan & Beddow عام ٢٠٠٠ وبالأبيض والأسود عن Weber دون تحديد التاريخ وأغلب الظنّ أنّ عمرها يتجاوز المائة عام).  لدينا أيضاً إيوانان صغيران أحدهما شرقي (يلاصق الصاليا من جهة الشمال) والثاني يقابله من جهة الغرب. 



Keenan & Beddow


للبيت طابق علوي وأقبية تمتدّ تحت الغرفتين الشماليّتين. هناك مدخل يؤدّي إلى المطبخ وهذا الأخير خارج حدود البناء إلى الشرق منه وتتّصل به باحتان (صحنان) صغيرتان الأصغر منهما فيها درج مكشوف يؤدّي إلى طابق العلوي والثانية فيها نافورة وأشجار وزريبة صغيرة.  



TU Dresden


شغلت البناء ورشة عندما كتب عنه Weber عام ٢٠٠٩. 




(*) الصاليا هي تطوّر القاعة بعد ١٨٦٠ لتصبح على مستوى الصحن المركزي عوضاً عن تقسيمها التقليدي إلى العتبة والطزر).


(**) تأخذ كثير من الدور الشاميّة أشكالاً تبدوا للوهلة الأولى عشوائيّة ويحدّدها ليس فقط الحيّز المتاح للبناء بين المشيّدات المتاخمة وإنّما أيضاً لجوء بعض أصحاب البيوت الكبرى (فارحي مثلاً) إلى ضمّ أكثر من عقار بهدف تكوين وحدة سكنيّة جديدة رحبة وباذخة. 





نعمان القساطلي. الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء 


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


بيت متري أفندي شلهوب




Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson, 2000.


Stefan WeberDamascus : Ottoman Modernity and Urban Transformation (1808-1918). Proceedings of the Danish Institute in Damascus V. 2009. 


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment