أقدم مرجع نملكه عن هذا البيت هو كتاب "الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء" لنعمان أفندي القساطلي الذي ذكره باختصار (صفحة ٩٦) كأحد "البيوت الحديثة في حيّ النصارى بين باب توما وطالع القبّة (الفضّة؟) بناها المرحوم متري أفندي شلهوب وتمّ بناؤها سنة ١٨٦٦ وهي متّسعة جدّاً مرصوفة بالرخام فيها كثير من الأعمدة المرمريّة البيضاء وكثير من المقاصير والحجر والقاعات الجميلة المزخرفة وحديقتها تحتوي على أجمل الأزهار وقيل أنّ نفقتها بلغت ٢٦ ألف ليرة ولمّا توفّي بانيها اشتراها حبيب أفندي صبّاغ بأربعة آلاف ليرة".
صدر كتاب القساطلي عام ١٨٧٩ أي بعد ثلاثة عشر عاماّ من بناء البيت وتسعة عشر عاماً من مجزرة ١٨٦٠ التي أتت على الحيّ المسيحي ومنه غياب المعلومات عن العقار أو العقارات التي شغلت موقع البيت قبل هذا التاريخ. نقطة ثانية تلفت الانتباه كلّف البناء ٢٦ ألف ليرة ذهبيّة عثمانيّة وهو مبلغ طائل حتّى في مقاييس اليوم فعلام بيعه بأربعة آلاف ليرة؟ لا أملك جواباً على هذا السؤال.
انتقلت ملكيّة البناء لاحقاً إلى آل الدادا وكان ذلك قبل أن يصبح مقرّاً للسفارة الإسبانيّة (منه اسمه في بعض المصادر "بيت التاج الإسباني") قبيل الحرب العالميّة الأولى. لا يزال الشعار الإسباني موجوداً إلى اليوم فوق ورشة للنجارة (Keenan & Beddow). سكنه Wulzinger & Watzinger خلال هذه الحرب عندما أصبح مقرّاً للقيادة الألمانيّة وقاما بدراسته كنموذج للبيت الشامي "الواضح والمتكامل" ووصفاه "كأجمل وأكبر بيت في الحيّ الشرقي" الصورتان الملحقتان عنهما.
لا يزال كتاب W & W عن دمشق بجزئيه أحد أهمّ الأعمال الرائدة عن المدينة ولا بأس هنا من ذكر فضل المؤرّخ وعالم الآثار الألماني Theodor Wiegand الذي أقنع جمال باشا - الحاكم العسكري وقتها - بتسهيل إقامة المستشرقين في دمشق بهدف دراستها.
وصف Stefan Weber البيت عام ٢٠٠٩ بأنّه مهدّد.
للحديث بقيّة.
نعمان القساطلي. الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson, 2000.
Stefan Weber. Damascus : Ottoman Modernity and Urban Transformation (1808-1918). Proceedings of the Danish Institute in Damascus V. 2009.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
عن الصديق الأستاذ الياس بولاد مع خالص الشكر
ReplyDeleteجاء ذكر قصر ديمتري شلهوب في كتاب توفيق يوسف بولاد " تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية " في الفصل الثالث : "حارة بولاد"
وذلك في ملف تاريخ عائلة بولاد .لا ادري اذا كانت معلومات نعمان قساطلي مأخوذة من ال بولاد .فقد ذكر القساطلي ايضا عن قصر انطون شامية الذي ذكره كتاب تاريخ الفنون .. مع القصر الثالث للوجيه حنا جبيلي .. واحوال هذه القصور قبل وبعد حريق وتدمير حارة بولاد عام 1860 حيث كانت جميعها قبل ان تعمر قصور بعد حادثة 1860 بيوت لال بولاد حيث كل وجيه من هؤلاء اشترى مجموعة بيوت ال بولاد المحترقة والمهدمة وبنى قصره عليها .
ثم ان ديمتري شلهوب كان يمت بقرابة الى ال بولاد فأمه من ال بولاد . وكان الاب انطون بولاد يناديه :" خالي ديمتري شلهوب" .
بعد ان باع قصره اشترى خان الجمرك . .وما جاء ايضا بكتاب ال بولاد ان القصر احترق عام 1903 وشيد منزل كبير على قسم صغير من هذا القصر من قبل الاب هبرا (سريان كاثوليك) ثم تنازل عنه الى السيد يوسف صحناوي .. (قبل ان تهاجر عائلة صحناوي الى بيروت وتستقر هناك ) بفترة معينة كانت ورشة ابو سليمان الخياط داخل بيت ديمتري شلهوب .اظن ان من اشترى البيت شخص من بيت الحداد (كان يعمل بالشرقيات . وهاجر الى كندا . وبدء بالترميم 2011 ثم توقف ) هذا ما سمعته ولست متأكد تماما من المعلومة . الشيء الاكيد ان البيت حاليا مغلق