أتعرّض في الأسطر التالية للمنشورات المتعلّقة بتربة صفوة الملك (الخانقاه الطواويسيّة) المندثرة خلال القرن العشرين من الأقدم إلى الأحدث.
قبل الهدم:
أوّل من كتب عنها الشيخ عبد القادر بدران في "منادمة الأطلال ومسامرة الخيال" عام ١٩١٢ للميلاد. قال بدران صفحة ٢٨٢ "أنّها معروفة ومشهورة في محلّة البحصة وجدرانها الغربيّة إلى طريق الصالحيّة وبها قبّة شاهقة...". على الأغلب خلط المؤلّف هنا بين الخانقاه الطواويسيّة ونظيرتها اليونسيّة التي هدمت في سبعينات القرن الماضي.
ذكرها Wulzinger & Watzinger باختصار (صفحة ٢٣٥ -٢٣٦ من تعريب قاسم طوير) فقالا أنّها "استخدمت لأغراض مدنيّة ثمّ تهدّمت وأصبحت محاطةً بالمباني العصريّة التي تحجبها عن النظر من كافّة الشوارع. لم نقم بدراسة هذه التربة عن كثب". من المعروف أنّ العالمين الألمانييّن جمعا معطيات دراستهما الميدانيّة عام ١٩١٧ - ١٩١٨ وقاما بنشرها عام ١٩٢٤.
نأتي إلى الفرنسي Jean Sauvaget الذي كتب عنها باختصار في "أوابد دمشق التاريخيّة" عام ١٩٣٢ منوّهاً أنّه - بالأحرى أطلالها - الأثر الوحيد الباقي في المدينة من العهد السلجوقي.
بعد الهدم:
كتب Sauvaget مقالاً مفصّلاً عن الخانقاه في الدفعة الأولى من "أوابد دمشق الأيّوبيّة" عام ١٩٣٨ هو الأفضل والأكمل والأدقّ بلا منازع وأرفقه بالصور الوحيدة التي نملكها لهذا الكنز المأسوف عليه. لنا أكثر من عودة إلى هذه الدراسة. إذاً هدمت الخانقاه بين ١٩٣٢ و ١٩٣٨ (كانت في المحلّ الذي تشغله اليوم سينما الاهرام على وجه التقريب).
ذكر Herzfeld باختصار هذه التربة - الخانقاه (أو قبّة الطواويس) في الصفحة ٥٠ من عدد مجلّة الفنون الإسلاميّة الصادر عام ١٩٤٣ (المخطّط الملحق عنه ولكن من الواضح أنّ المصدر Sauvaget). أدرج العالم الألماني نصّ الكتابة التأسيسيّة المفقودة عن المستشرق Max van Berchem.
هناك أيضاً "خطط دمشق" للدكتور صلاح الدين المنجّد (عام ١٩٤٩) صفحة ٥٩ - ٦٠ ولكنّه لا يضيف على الدراسات السابقة الشيء الكثير باستثناء موقعها مكان سينما روكسي (الأهرام) ومقابل شركة الكهرباء "فسرقت أرضها وهدمت وزالت آثارها" .
كتب العلبي (عام ١٩٨٩) في الصفحة ٤٠٢ من "خطط دمشق" عن الخانقاه الطواويسيّة فقال أنّها "من أقدم الآثار السلجوقيّة بدمشق" وليس هذا دقيقاً إذا كان المقصود الأبنية حيث أنّ هذه الخانقاه كانت الأثر السلجوقي الوحيد في المدينة (ليس "من أقدم" ولا حتّى "الأقدم") قبل هدمها. أضاف الباحث الراحل أنّ سينما الأهرام ومقهى الهافانا ومبانٍ تجاريّةً قامت على أنقاضها وأنّ اسمها أطلق على الجامع المقابل (جامع الطاووسيّة أو الخانقاه اليونسيّة على الجانب الشرقي لشارع بور سعيد - فؤاد الأوّل سابقاً).
أخيراً هناك دراسة Allen في العصر المعلوماتي وهو كالعلبي ليس معاصراً للآبدة قيد الذكر وتقتصر معرفته بها على تحليل المراجع القديمة والاستنباط منها والتعليق عليها واستطاع رغم الفاصل الزمني التوصّل إلى نتائج لها وزنها ومصداقيّتها كما سنرى.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924
No comments:
Post a Comment