عيد الشكر

 

تحتفل الولايات المتّحدة الأمريكيّة سنويّاً بعيد الشكر أو Thanksgiving في الخميس الرابع من شهر تشرين ثاني إحياءً لذكرى التآخي المفترض بين المهاجرين الأوروبييّن وسكّان البلاد الأصلييّن (الهنود الحمر) عندما اشتركوا بمأدبة عام ١٦٢١ حمد خلالها المهاجرون (أو الغزاة إذا شئنا) الربّ على نعمه عليهم. 

هناك خلاف على تفاصيل هذا الحدث الأسطوري المغلّف بهالة من القدسيّة وينادي البعض بإلغائه (مع عيد كولومبوس) والاستعاضة عنه بعيد للندم على الفظائع التي أنزلها الفاتحون بأهل البلاد عبر القرون حتّى استأصلوا شأفتهم أو كادوا. 

العيد كما يحتفل به اليوم مناسبة عائليّة وعطلة وطنيّة يتجمّع خلاله أفراد الأسرة الواحدة حول مائدة العشاء وقد يضطّر بعضهم في هذا السبيل إلى السفر بالطائرة مئات الأميال وأحياناً أكثر للانضمام إلى ذويهم في هذه البلاد المترامية الأرجاء. الطبق الرئيس هو بالطبع الديك الرومي أو ديك الحبش turkey مع حشوته والأفاويه والطيوب المبثوثة فيه ويقدّر عدد الديوك الروميّة التي تذبح في هذا اليوم كلّ عام بخمسة وأربعين مليوناً لا شكّ عندي أنّ قسماً لا بأس به من لحومها لا يستهلك ويلقى ويا للأسف مع الفضلات.  

هناك استثناء لهذه القاعدة - أي قاعدة ذبح الطيور المسكينة - يتمثّل في ديك رومي واحد في البيت الأبيض يصفح عنه الرئيس الأمريكي كل عام ويتغمّده برحمته في طقس أشبه ما يكون بالمهزلة (أعتقد أنّ مصيره الذبح في النهاية كغيره ولكنّه على الأقلّ يبقى على قيد الحياة في عيد الشكر). 

أختم بهذا الغلاف لمجلّة لولو الصغيرة من عام ١٩٤٩ تحاول فيها البطلة بأي ثمن حماية الطائر المنكود من فأس أبيها السيّد عزيز Mister Moppet الذي أتى ليحضّر طعام عيد الشكر. 

كل عيد شكر وأنتم بخير!