يفترض أنّ نعمان الأبرص آرامي دمشقي معاصر لنبيّ إسرائيل إليسع أو إليشع (القرن التاسع قبل الميلاد). لا يوجد بطبيعة الحال أي ذكر له خارج الكتاب المقدّس بله بيته المزعوم خارج الباب الشرقي.
استهوت القصّة مع ذلك الكثيرين من الرحّالة المستشرقين منهمّ من شكّك بهويّة البيت (وليس برواية سفر الملوك الثاني) وعلى سبيل المثال المبشّر الإيرلندي المدقّق Porter ومنهم من اكتفى بأخذ صورة أو رسم لوحة لأطلال الموقع وكما هو الحال في كثير من الأمثلة المشابهة ندين للألمانييّن Wulzinger & Watzinger بأوّل محاولة جادّة لإماطة اللثام عن الموقع العريق (بيت نعمان مذكور في الصفحة ١٠١ من الجزء الأوّل لدراستهما عن دمشق والصفحة ٧٦-٧٧ من الجزء الثاني الذي عرّبه قاسم طوير ونجده في الصفحات ١٥٠-١٥٢ من تعريب طوير).
المكان خارج سور المدينة إلى الشمال والشرق من الباب الشرقي في المربّع M 4 حسب العالمين الألمانييّن اللذين ذكرا الأطلال المطلّة على الامتداد الشرقي للشارع المستقيم (رقم ١على الخريطة) وأنّ الروايات المتناقلة تؤكّد أنّها لبيت نعمان ولكنّهما أضافا أنّ التسمية انتقلت إلى المبنى إلى شمال وشرق الخرائب وهو دار عاديّة حديثة استخدمت وقتها (أي خلال الحرب العالميّة الأولى عندما أجريا دراستهما الميدانيّة) كمأوى عجزة أمّا الأطلال فلم يبق منها إلّا الجدار المطلّ على الشارع (المخطّط الملحق). قدّر المستشرقان أنّ البناء يعود إلى مطلع العهد المملوكي على أقدم تقدير وشتّان بين هذا العصر (القرن الثالث عشر للميلاد) والعصر المفترض لنعمان الآرامي في القرن التاسع قبل الميلاد.
رقم ٢ في المربّع المذكور دار للمجذومين ونقل الألمانيّان عن الرحّالة المكتشف Seetzen (وفيّات ١٨١١) أنّها مستوصف إسلامي يعرف باسم جامع أعطلة (ذكر النعيمي محلّة القعاطلة في هذا الموقع كما رأينا) وتساءلا فيما إذا كان Seetzen على علم ببيت النعمان على الإطلاق.
الرقم ٣ في المربّع M 4 (الكلام دوماً عن W & W) تربة جدّدت عام ١٢٨٣ (١٨٦٦-١٨٦٧ للميلاد) وجد الألمانيّان بينها وبين دار المجذومين بقايا قاشاني قديم وعلّق عبد القادر ريحاوي أنّ المصادر التاريخيّة ذكرت حارة القيشاني شرق سوق المدينة.
رقم ٤ في نفس المربّع مصنع (حسب ريحاوي مستودع أخشاب) وكما نرى من الخارطة الموقع جنوب بيت النعمان المفترض وخارج الباب الشرقي (رقم ١ في المربّع L 5).
بقي علينا القيام بجولة سريعة في البيت أو بالأحرى خرائبه كما كانت قبل مائة عام ونيّف.
عبد القادر النعيمي. الدارس في تاريخ المدارس
عبد القادر بدران: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال
أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
John Kelman. From Damascus to Palmyra
David Samuel Margoliouth. Cairo, Jerusalem, and Damascus
Josias Leslie Porter. Five Years in Damascus
Henri Sauvaire. Description de Damas
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die antike Stadt. Walter de Gruyter 1924 (p 101).
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924 (p 76-77).
No comments:
Post a Comment