Monday, November 15, 2021

نعمان الأبرص

 


المقصود بالأبرص في كتاب العهد القديم المصاب بالجذام leprosy وهو مرض خمجيّ لا علاقة له بالبرص vitiligo الذي لا يتعدّى فقدان لون بشرة الجلد. من هو نعمان الأبرص؟ ما نعرفه عنه ذكر في الإصحاح الخامس من سفر الملوك الثاني (قارن مع النصّ الإنجليزي حسب ترجمة King James Version حيث تستعمل كلمة leper للدلالة على الأبرص) الذي اخترت منه ما يلي:


الآية الأولى:

"وكان نعمان رئيس جيش ملك آرام رجلاً عظيماً عند سيّده مرفوع الوجه لأنّه عن يده أعطى الربّ خلاصاً لآرام وكان الرجل جبّار بأس أبرص". 


الآية العاشرة:

"فأرسل إليه إليشع رسولاً يقول اذهب واغتسل سبع مرّات في الأردنّ فيرجع لحمك إليك وتطهر".


قال النعمان (الآية الثانية عشرة):"أليس أبانة وفرفر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل أما كنت أغتسل بهما فأطهر ورجع ومضى بغيظ ". 


إذاً نعمان آرامي من دمشق ونهرا فرفر وأبانة هما بردى والأعوج (هناك خلاف فيما إذا كان النهر الثاني الأعوج أو أحد فروع بردى) وما يهمّنا بالدرجة الأولى بيته خارج باب شرقي الذي سأعود إليه في أكثر من مناسبة. 


وصف العلّامة الإيرلندي Josias Leslie Porter  في منتصف القرن التاسع عشر بناءً قرب الباب الشرقي كان وقتها مشفىً للجذام وقيل له أنّه في المكان الذي احتلّه بيت "نعمان السوري" قديماً ولكنّه لم يستطع الجزم أنّه فعلاُ البيت المذكور. اللوحة الملحقة عن كتاب القسّ الإسكتلندي المحترم John Kelman الصادر عام ١٩٠٨ "من دمشق إلى تدمر" وهي بريشة الفنّانة الأستراليّة Margaret Thomas. البيت مذكور أيضاً في كتاب "القاهرة والقدس ودمشق" الصادر عام ١٩٠٧ للمستشرق الإنجليزي David Samuel Margoliouth مع لوحة للفنّان الإنجليزي Walter Spencer Stanhope  Tyrwhitt  لنا عودة إليها. 


حظي البيت إذاً باهتمام عدد لا بأس به من المستشرقين خصوصاً المبشّرين ورجال الدين المسيحييّن الذين عشقوا الشرق الأدنى إلى درجة الهيام انطلاقاً من مطالعة ودراسة الكتاب المقدّس.   


للحديث بقيّة.






John Kelman. From Damascus to Palmyra


David Samuel Margoliouth. Cairo, Jerusalem, and Damascus


Josias Leslie Porter. Five Years in Damascus

1 comment:

  1. مع خالص الشكر للصديق الغالي الأستاذ الياس بولاد: "بالنسبة لنهر ابانا وفرفار فقد خصص لهم مقال واستقى من الشواهد الاسلامية بغالبها وايضا بمراجع اجنبية البحاثة المرحوم حبيب زيات (مؤرخ النصرانية في الاسلام ) . انتقي بعض ما كتبه لاغناء الموضوع حول نهر بردى والفرفار .
    يقول رحمه الله:
    "طال الخلاف حتى اليوم في تعريف نهري " ابانا" و "فرفار" . اللذين افتخر بهما نعمان السرياني في سفر الملوك الثاني . وفي كتاب الخطط التاريخية في سورية للعالم الاثري دوسو ان نهر ابانا هو نهر بردى ونهر فرفار هو نهر الاعوج. ولكن من اعتبر تشابه اسمي ابانا وباناس يترجح فورا لديه انهما لمسمى واحد . ولا شك ان لفظة باناس هي رومية الاصل
    (Abanos) تلقاها العرب عن البيزنطيين واسقطوا الالف الاولى منها تخفيفا بحيث دخلت في الاوزان العربية مثل ساباط وهي السقيفة بين دارين تحتها الطريق. ولا يعترض على ذلك ان النهر سمي ايضا بانياس بزيادة ياء. فان هذه التسمية لم ترد الا متأخرة . وقد انكرها صاحب " مراصد الاطلاع"فقال: "الصواب بغير ياء في النهر " وهي لقرية او بلدة قرب دمشق تحت الجبل في غربي دمشق يرى عليه الثلج)وهي بانياس في الجولان( .
    ويظهر ان النهر لم يغلب عليه اسم بانياس الا حوالي القرن التاسع للهجرة (مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع). اما قبل ذلك فلم ينقل الا اسم باناس وحده بالنظم والنثر. .قال ياقوت في كلامه عن نهر بردى :
    " واما باناس فانه يدخل الى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها. وينفصل باقيه فيسقي زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي (معجم البلدان). ثم يعدد الاستاذ زيات اكثر من ثلاثين بيت شعر تذكر اسم باناس . كلها مدائح من القرن السادس الى الثامن للهجرة .
    ومنها يدرك (ضم الياء)الذي حدا نعمان السرياني الى اثار مياه مدينته. وكفى بها دليلا لاثبات ان باناس الكتاب والشعراء هو باناس التوراة. فلا يبقى من ثم الا اطلاق اسم فرفار على نهر بردى وهما النهران اللذان كانا يتساوقان لري دمشق . ومن معاني الفرفار حتى في اللغة العربية :"الطياش والمكثار .والذي يكسر كل شيء ." فلعلى بردى لقب به قديما في ايام الاراميين لتدفق مياهه وثورانها واجترافها كل ما يحول دون مجراها ...."

    ReplyDelete