Saturday, November 20, 2021

التربة النظيفيّة

 


كتب ابن طولون الدمشقي الصالحي في القلائد الحوهريّة في تاريخ الصالحيّة عن التربة النظيفيّة "قبالة رواق جامع المظفّري من جهة الغرب واقفها محمّد علي بن نظيف وتوفّي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستّمائة".  


إذاً التربة أيّوبيّة (تاريخ وفاة الواقف كانون ثاني - شباط ١٢٠٦ للميلاد) واقعة غرب جامع الحنابلة (كما نرى في خارطة قتيبة الشهابي) في صالحيّة دمشق. 





نملك بفضل الألمانييّن Wulzinger & Watzinger وصفاً لهذه التربة (صفحة ٢٦٧ - ٢٦٨ من تعريب قاسم طوير) كما كانت قبل أكثر من مائة عام أي  إبّان الحرب العالميّة الأولى. لم يتعدّ ما تبقّى منها آنذاك الواجهة المشيّدة بالحجارة النحيتة أمّا سائر البناء فكان داراً للسكن. تظهر الصورة بالأبيض والأسود تجويف باب المدخل الذي يعلوه عقد مدبّب فوقه نافذة صغيرة وإلى الشمال منه شبّاكان كبيران مسدودان. القصد من شبابيك الترب أن يتمكّن العابرون من إلقاء نظرة على الأضرحة داخل التربة والترحّم على الأموات والدعاء لهم والهدف من سدّها لاحقاً الحفاظ على خصوصيّة أهل البيت الذي حلّ محلّ التربة. 


يتميّز الجزء الشمالي من طنف التربة بسبع شرّافات مدبّبة العقود وغائرة في الصلصال. علّق عبد القادر ريحاوي أنّ هذه الشرّافات تشبه ما نراه في شواهد القبور وهو نادر في العمائر السوريّة. 






بالمقارنة بين صورة المستشرقين الألمانييّن واللقطة الملوّنة بعدسة قتيبة الشهابي عام ١٩٩٤ ("مشيّدات دمشق ذوات الأضرحة" ص (٢١٤ - ٢١٥) نرى الحالة المزريّة التي آلت إليها التربة مع شديد الأسف وكيف اختفت الشرّافات الفريدة التي أشار إليها W & W وأضيف طابق ثانٍ طفيليّ ناهيك عن البراميل والهباب فوق أنبوب التدفئة.


مضى على صورة الشهابي أكثر من ربع قرن ولا دراية لي بحالة التربة اليوم. 







الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


قتيبة الشهابي. مشيّدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجماليّة. منشورات وزارة الثقافة ١٩٩٥.





Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


No comments:

Post a Comment