Thursday, November 11, 2021

جامع الشيخ محيي الدين

 


ولد المتصوّف الأندلسي محيي الدين ابن عربي في مرسية (الأندلس) واستقرّ في دمشق عام ١٢٢٣ لتوافيه المنيّة فيها عام ١٢٤٠ ويدفن في تربة ابن الزكي في الصالحيّة على سفوح قاسيون. 

 أمر السلطان العثماني سليم الأوّل عام ١٥١٨ ببناء جامع ملاصق لضريح ابن عربي وأنجز هذا العمل في فترة لم تتجاوز الخمسة أشهر واستعملت فيه أعمدة أخذت من القصر المملوكي جنوب القلعة (دار السعادة). تتوّج مئذنة (الصورة عن Degeorge) مثمّنة مملوكيّة الطراز الواجهة على الشارع وتعزى الهندسة إلى شهاب الدين أحمد ابن العطّار الذي أشرف على تعزيز تحصينات الأبراج الشماليّة للقلعة لحساب قانصوه الغوري آخر سلاطين المماليك. وسّع الجامع في أربعينات القرن العشرين بإضافة بلاطتين aisles إلى الجنوب وبالتالي أزيح الجدار القبلي في هذا الاتّجاه (كما نقل Burns عن Meinecke). المخطّط الملحق عن Écochard ويظهر فيه جامع ابن عربي والبيمارستان القيمري الملاصق له من الغرب.   







هناك وصف فنّي مختصر للجامع في Wulzinger & Watzinger (صفحة ٢٦٥ - ٢٦٦ من تعريب قاسم طوير) وآخر لا بأس به في ثمار المقاصد (ص ٢٣٤ -٢٣٥) حيث وصف أسعد طلس باباً من الحجارة الضخمة كتب عليه النصّ الآتي:

"الحمد للّه أمر بإنشاء هذا الجامع الشريف للإمام الأعظم ملك العرب والعجم خادم الحرمين الشريفين السلطان سليم بن السلطان بايزيد بإشارة محمّد بدر خان خلّد الله ملكه وسلطانه وكان ابتداء عمارته في تاسع شوّال سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة الفراغ منه في الرابع وعشرين من المحرّم سنة أربع وعشرين وتسعمائة" (*) 


* الموافق بداية من الخامس والعشرين من تشرين الأوّل عام ١٥١٧ ونهاية بإنجاز الجامع في الخامس من شباط ١٥١٨.


يتابع طلس: "والجامع مؤلّف من صحن عظيم جميل مبلّط بالرخام الملوّن والحجر الأبيض والأصفر فيه بركة لطيفة وفي غربيه رواق عظيم يقوم على أربع قناطر عالية وإلى الجنوب المصلّى الذي يقوم على خمس قناطر وأربعة أعمدة وله محراب خشبي عادي وسقف خشبي مسنّم وحيطان مزخرفة بالقاشاني والرخام الملوّن المنقوش وفي الزاوية الجنوبيّة الشرقيةّ سلّم حجري ينزل منه إلى قبّة الضريح الذي يتوسّط الغرفة المزخرفة بالقاشاني البديع والنقوش المدهشة وحول القبر شبكة من الفضّة المزخرفة وإلى جانبه قبر ولديه سعد الدين وعماد الدين وقبر الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري (*) وقبر محمود سرّي باشا صهر الخديوي اسماعيل أمير مصر وقبر الشيخ أمين الخربوطلي ناظر الجامع السابق وقبر راشد باشا والي سوريّا وإلى جانب باب الجامع مقبرة تضمّ بعض عظماء الأتراك".  


(*) نقل رفات الأمير عبد القادر إلى الجزائر في ستّينات القرن العشرين. 


هناك نبذة وافية عن تاريخ الجامع في "خطط دمشق" للعلبي (ص ٣٤٩ -٣٥٠) ويمكن أيضاً الرجوع لبدران (منادمة الأطلال ص ٣٨٣ -٣٨٤) الذي ذكره تحت تسمية "مدفن ابن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي" وأفاد أنّ الجامع بني على أنقاض مزبلة وحمّام وعدّد بعض أوقافه. 







تعرّضت لقاشاني التربة (الصورة عن Degeorge) وناعورة الجامع وغيرها سابقاً ولتجنّب التكرار أدرج الروابط وثبت المراجع أدناه.







الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


عبد القادر بدران: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال


أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد


أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


قتيبة الشهابي: النقوش الكتابيّة في أوابد دمشق منشورات وزارة الثقافة ١٩٩٧


جامع ابن العربي


قاشاني جامع الشيخ محيي الدين


ناعورة جامع ابن العربي


ضريح عبد القادر الجزائري








Ross Burns. Damascus, a History 2005. 


Gérard Degeorge. Syrie. Art, histoire, architecture. Hermann, éditeurs des sciences et des arts 1983.


Gérard Degeorge. Damas: Des Ottomans à nos jours. L'Harmattan (1994)


Gérard Degeorge. Damas: Répertoire iconographique. L'Harmattan (2001). 


Michel ÉcochardTravaux de restauration de quelques monuments syriens. Revue des études islamiques LIII 1985 (plan).


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924. 


La noria d'ibn al-ʿArabī


Le tombeau d'ʿAbd al-Qādir




No comments:

Post a Comment