Sunday, November 28, 2021

سبلان ومواصي

 


تعود هذه الصورة "سبيل في بساتين المهاجرين" بعدسة الفرنسي Tresse إلى عشرينات القرن الماضي وهي مع شديد الأسف من نوعيّة متوسّطة شأنها في ذلك شأن سائر اللقطات في دراسته القيّمة. يحسن مع ذلك عدم التقليل من أهمّيتها التاريخيّة: أنا ابن المهاجرين وأمضيت في هذا الحيّ العشرين سنة الأولى من عمري ومع ذلك لم أستطع التعرّف على المكان ولا حتّى على وجه التقريب. المهاجرين كما عرفته في الستّينات والسبعينات لا يتعدّى الجادّات على سفح الجبل والمباني والشوارع بينها وساحة "آخر الخطّ" ولم يكن فيه لا بساتين ولا من يحزنون باستثناء المأسوف عليها حواكير ما يدعى اليوم بغرب المالكي (كان خيراً وأبقى لو شيّدت أبنية هذا الحيّ خارج الغوطة ولكن هذا ينطبق مع الأسف على الأغلبيّة الساحقة من أحياء دمشق كما هي اليوم) . 


فرّق Tresse بين سبلان المدينة من جهة وسبلان الغوطة من جهة ثانية. جميعنا يعرف الأولى وهي كناية عن صنبور أو مجرى ماء دائم يسقي العابرين. من سبل المدينة ما أنشأته السلطات (يمكن اعتبار كبّاسات الماء أحد اشتقاقات السبلان) ومنها (وهي الأكثر) أوقاف خيريّة وتبرّعات عن روح الأموات. بالمقابل سبلان الحقول (أتساءل هنا إذا كان قصد الجغرافي الفرنسي "العيون") مجاري دائمة للمياه على ضفاف الأقنية أو حفر دائريّة. 


هناك أيضاً المواصي (جمع ماصية) المخصّصة لسقاية الأراضي الواقعة على مستوىً أدنى من الأقنية والفرق بينها وبين السبلان أنّ مردودها من الماء أكثر غزارةً ولكنّها تفتح بشكل متقطّع. يطلق على الماصية أيضاً اسم "الباب" في بعض الأماكن.




غوطة دمشق: مصطلحات توزيع المياه





René Tresse. L'irrigation dans la Ghouta de Damas. Revue des Études Islamiques 1929. 



No comments:

Post a Comment