Sunday, November 14, 2021

بيت شلهوب: الإطار التاريخي

 


شهدت دمشق طفرة عماريّة في دور الأثرياء بي ١٨٦٠ و ١٨٨٠ بني خلالها مكتب عنبر وبيوت محمّد آغا اليوسف وجبران أفندي شاميّة ومتري أفندي شلهوب (بيت الدادا أو التاج الإسباني) ومحمّد حسن آغا البارودي وغيرها لآل مردم بك وجبري (المجلّد) والقوّتلي (أربع دور داخل سور المدينة اندثر أحدها). 


هناك الكثير من أوجه التشابه في هذه القصور من النواحي البنيويّة والزخرفيّة سواءً كان ملّاكها مسلمين أو مسيحييّن أو يهوداً وبغضّ النظر عن كونهم تجّاراً أو موظّفين. العامل المشترك بين أصحاب هذه الدور هو المناصب الرفيعة التي شغلوها في أعقاب إصلاحات ستّينات القرن التاسع عشر . تميّزت هذه الفترة بظهور نخبة جديدة لتأخذ مكانها إلى جانب الأعيان التقليدييّن أو لتحلّ محلّ بعضهم وبطبيعة الحال شيّد الوجهاء الجديد بيوتاً فسيحةً (بلغت مساحة الصاليا وحدها في بيت شلهوب مثلاً  ١٠،٥ x ٥٦،٦ = ٥٩ ونيّف من الأمتار المربّعة) سواءً كانوا من العائلات الدمشقيّة العريقة أو القادمين الجدد.  


انتشرت أيضاً موضة اللوحات الجداريّة الكبيرة في سياق الباروكوكو العثماني (كما في المربّعين الغربي والشرقي في بيت شلهوب) التي تمثّل مدناً بما فيها القسطنطينيّة. تلف معظمها مع الأسف في البيت قيد الحديث على إثر حريق. 


سكن الألماني Theodor Wiegand البيت وكتب وصفاً له (العقد الثاني للقرن العشرين) وتعرّضنا سابقاً لإقامة Wulzinger & Watzinger في ربوعه. نرى تفاصيل إفريز السقف في الصورة الثانية عن Keenan & Beddow (التقطت عام ٢٠٠٠ أو قبل). يطهر عقد الإيوان القبلي الكبير وزاوية الدار الجنوبيّة الشرقيّة وبحرة الصحن الرئيس في الصورة الأولى بعدسة Weber عام ١٩٩٨. 


تعود آخر معلوماتي عن البيت للعام ٢٠٠٩ ولا أدري ما وضعه اليوم.











نعمان القساطلي. الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء 


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


بيت متري أفندي شلهوب


بيت التاج الإسباني   





Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson, 2000.


Stefan WeberDamascus : Ottoman Modernity and Urban Transformation (1808-1918). Proceedings of the Danish Institute in Damascus V. 2009. 


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment