Monday, November 8, 2021

المدرسة المعظّميّة

 


مدرسة حنفيّة مندثرة في صالحيّة دمشق موقعها (كما نقل العلبي عن دهمان في صفحة ٢١٧ من "خطط دمشق") كان شمال العفيف وجنوب المقبرة إلى جوار المدرسة العزيزيّة البرّانيّة. المعلومات عن هذه المدرسة محدودة ويعتقد العلبي أنّها أزيلت مع أختها العزيزيّة في أواخر القرن التاسع عشر وبالفعل لم يستطع الشيخ عبد القادر بدران الذي كتب "منادمة الأطلال" عام ١٩١٢ تحديد مكانها بيد أنّنا نملك مرجعين لعلماء ألمان ذكرها أحدهما بالاسم (Herzfeld) بينما ترك الثاني (Wulzinger & Watzinger)  رسماً لها يطابق رسم Herzfeld دون تسمية. لا أعلم أيّ الرسمين هو الأصلي ومن المعروف أنّ دراسة W & W نشرت عام ١٩٢٤ استناداً إلى معطيات جمعاها خلال جولتهما الميدانيّة عام ١٩١٧ -١٩١٨. 


يمكن العثور على رسم W & W في الصفحة ١٢٧ من الأصل الألماني باسم "تربة DN VII f". لم يتمّ نقل هذا الرسم إلى تعريب قاسم طوير (صفحة ٢٦٧) أمّا النصّ فيفيد أنّ هذه "التربة" كما أسماها العالمان تحوّلت إلى سكن ولم يكن بالإمكان معاينة داخلها وأنّ كتابةً موزّعة على خمسة أسطر تواجدت فوق شبّاكها الشمالي (الأيسر؟). نسب Herzfeld هذه الكتابة إلى حليلة المعظّم وأضاف أنّ المدرسة ضمّت - إضافة إلى رفات المعظّم عيسى الأيّوبي - جثمان أمّه (مؤسّسة المدرسة التي ماتت قبل إبنها بربع قرن) ومن ثمّ الملك الجواد يونس (ابن العادل وأخو المعظّم) فالملك الناصر داود (ابن المعظّم تسلطن على دمشق ١٢٢٧ - ١٢٢٩ بعد موت أبيه) وغيرهم. 





تعود الصورة الملحقة عن W & W إلى فترة الحرب العالميّة الأولى وهي تحت DN VIII b. هويّة البناء فيها - كالبناء في الرسم أعلاه - غير مؤكّدة وإن رجّح عبد القادر ريحاوي (ص ٢٦٩ في هوامش تعريب طوير) كونه التربة الصارميّة. أضاف ريحاوي أنّها أصبحت داراً للسكن ولكنّها احتفظت بقبر حجريّ عليه كتابة نسخيّة للأمير صارم الدين البرغشي العادلي المتوفّي سنة ٦٠٨ للهجرة (١٢١١ -١٢١٢ للميلاد). ذكر Herzfeld هذه الصورة تحت باب "المدرسة المعظّميّة" بهدف المقارنة نظراً للتشابه الكبير بينهما وإن اختلف عدد الشبابيك وتفاصيل زخرفة الشرّافات. أضاف المستشرق الألماني أنّ هذه التربة (الصارميّة ؟) تقع في الحيّ التالي للمعظّميّة. 


باختصار لا يمكن الجزم أنّ الرسم للمعظّميّة ولا نملك من الأدلّة إلّا ما كتبه Herzfeld وعلى نفس المنوال لسنا متأكّدين من كون الصورة للتربة الصارميّة. اندثرت هذه وتلك منذ أكثر من قرن وذابت أنقاضهما في النسيج العمراني الحديث. 


ما نستطيع قوله دون تحفّظ أن المدرسة المعظّميّة سمّيت نسبة للمعظّم عيسى ابن الملك العادل وأوّل أتباع مذهب أبي حنيفة من سلاطين بني أيّوب. ولد المعظّم في القاهرة في السابع من أيّار عام ١١٨٢ ووري رفاته التراب إلى جانب أمّه في المدرسة قيد الحديث في العشرين من تشرين الثاني عام  ١٢٢٩ (وافته المنيّة قبل هذا التاريخ بثلاث سنوات ودفن في القلعة قبل نقل جثمانه إلى المدرسة) أمّا عن الخاتون الواقفة (أمّ المعظّم) فقد سبقته إلى لحدها في الرابع من تشرين الثاني عام ١٢٠٥ لتدفن في قبّتها في المدرسة المعظّميّة حسب ابن كثير.





عبد القادر بدران: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩







Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997 (p 219). 

Ernst Herzfeld. Damascus, Studies in Architecture III. Ars Islamica XI-XII 1946 (P 49-50)

Henri Sauvaire. Description de Damas

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924. 

Madrasa al-Muʿaẓẓamīya

No comments:

Post a Comment