يعود أصل النصّ الآتي إلى الأديب الفرنسي Geiger وكتاب "سوريّا ولبنان" الصادر عام ١٩٣٢ أمّا اللوحة فهي للفنّان Duval عام ١٩٣٩:
يطلق العرب على المدينة اسم دمشق أو بالأحرى الشام وهذا المصطلح الأخير مستعملٌ أيضاً لسوريّا بكاملها. هل المقصود بِهِ "البلاد إلى الشمال" من جزيرة العرب الذي يقابِلُهُ اليمن في الجنوب؟ لستُ متأكِّداً من ذلك وإن كنت أفضّل تفسير "الشامة" حسب بعض الخبراء في الاشتقاق اللغوي للكلمات.
دمشقُ شامةٌ .. تضفي الشامةُ، حسب قول الشاعر، على الوجه فِتْنَةً تماماً كما يفعل النهر في وسط الطبيعة. كم يليق هذا التعبير بمدينةٍ سلطانة، بساحرةٍ حافظت واعجباه على شَبَابِها عبر القرون. من المحتمل أنّ دمشق أقدم مدن العالم ومن المعروف أنّها كانت موجودةً في عهد إبراهيم بشهادة سِفْر التكوين ولا ريب في أنّها أعتق من ذلك بكثير. ما وزن "المدينة السرمديّة" (*) مقارنةً مع ألوف السنين التي عاشتها دمشق؟ المدينة التي عَشِقَها الشعراء؟ "لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ، وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْبًا." كما نادى إشعياء (الإصحاح السابع، الآية الثامنة). مدينة الأمراء والخلفاء والشعراء! يُقال أنّ النبي أحجم عن الدخول إليها لأنّ الله لا يسمح للناس بدخولِ الجنّةِ مرّتين.
لن أحذو حَذْوَ محمّد. ها هي دمشق!
مع ذلك كم من الصعب - إن لم نقل من المستحيل - الكلام عن الأشخاص أو الأشياء التي نحبّها أكثر ممّا ينبغي ...
(*) تسميةٌ تُطْلَقُ على رومية.
No comments:
Post a Comment