Tuesday, May 6, 2025

قبّة الميضأة

 


الصورة الملحقة عن كتاب "سوريّا ودمشق" للأديب Geiger إصدار عام ١٩٣٢ والنصّ عن Degeorge (صفحة ١١٧ - ١١٨) مع الاحتفاظ بالتعليق والتصحيح للحواشي:


ذَكَرَ ابن عساكر (صفحة ٣٢ من تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجّد): "أقيمت قبّة الرخام التي فيها فوّارة الماء في سنة تسع وستّين  وثلاث مئة". إذاً تعود هذه الفوّراة التي تواجدت في مركز الصحن إلى العام ١٠٠٥ - ١٠٠٦ (١) للميلاد أمّا ميضأة اليوم فهي حديثة. رسم الرحّلة الروسي Barsky في القرن الثامن عشر مخطّطاً (٢) للجامع الأموي فيه بناء يتيم في الصحن هو بيت المال أو قبّة الخزنة. علّ النسيان طوى ذكر قبّتيّ الخزنة وعائشة - الساعات آنذاك وفي كلّ الأحوال لم تكن هذه الزلّة هي الوحيدة التي ارتكبها Barsky وحسبنا - بين أخطائه العديدة - التنويه بأكثرها إفراطاً عندما كلّل مآذن الجامع وقبّته بالصلبان. لا شكّ أنّ Barsky وضَعَ مخطّطه على عجلةٍ من أمره من منظور أسقف أحد البيوت المجاورة ومن ناحية ثانية من المعروف أنّ كافّة الرحّالة الأوروپييّن في ذلك العصر التبس عليهم الجامع الأموي الذي اعتقدو أنّه كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان بكل بساطة. 



(١) هناك خطأ في تحويل التاريخ الهجري إلى ميلادي نَقّلَه Degeorge كما هو عن ترجمة Elisséeff لنص المنجّد (صفحة ٤٧ - ٤٨ من "وصف دمشق"). الصواب أنّ العام ٣٦٩ للهجرة يبدأ في ٢٩ تمّوز عام ٩٧٩ للميلاد وليس عام ١٠٠٥. في كلّ الأحوال نستطيع القول أنّ قبّة الميضأة الأصليّة تعود إلى مطلع العهد الفاطمي في دمشق إذا قبلنا أنّ عبارة ابن عساكر المبهمة والشديدة الاختصار تشير فعلاً إليها وليس إلى بنيةٍ ثانية. 

(٢) أخذ Degeorge رسم Barsky من Dussaud (المرجع الرابع أدناه). 





Gérard Degeorge. Damas des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997 (p. 117-118). 
Photo: André GeigerSyrie et Liban 1932.
Nikita Elisséeff. La Description de Damas d'ibn ʿAsākir. Institut français de Damas. 1959 (p. 47-48). 

No comments:

Post a Comment