أنقلُ في الأسطر التالية ما كَتَبَهُ الدكتور Lortet عن زيارته إلى الجامع الأموي قبل قرنٍ ونصف دون محاولة تصحيح الأخطاء إن وُجِدَت. الصورة عن كتاب "سوريّا ولبنان" للأديب Geiger الصادر عام ١٩٣٢.
"يمكن اليوم زيارة الجامع الكبير المدعو الأموي بكلّ مكوّناتِهِ وبسهولة على عكس ما كان الوضعُ عليهِ قبلَ أعوامٍ قليلة عندما كان دخولُهُ محظوراً بمنتهى الصرامة على المسيحييّن. قام شابٌّ من علماء المسلمين، يرتدي عمامةً خضراء وجبّةً فاخرة، بمرافقتِنا في جولةٍ لتعريفنا على الجامع عن طيبةِ خاطر بيد أنّه لم يتعفّف أو يتردّد، قبل مفارقتنا، عن مدّ يدِهِ ومطالبتنا بعشرة فرنكات على الشخص الواحد رسماً لزيارتنا. استطعنا مع ذلك الحصول على تخفيضٍ بلغَ ثلاثة أرباع هذه التسعيرة.
الجامع في الواقع كنيسةٌ ملكيّةٌ رومانيّةٌ قديمة تقع في نهاية السوق. التاريخ الدقيق لبناء الكنيسة غير معروف ولكنّها رُمِّمَت عام ٣٩٥ من قِبَل أركاديوس وكُرِّسَت للقدّيس يوحنّا المعمدان. تقاسم المسلمون والمسيحيّون أخويّاً هذه الكنيسة فيما بعد إلى أن طرد الوليد بن عبد الملك المسيحييّن منها عام ٧٠٥. ييتوسّط صحنٌ كبيرٌ مبلّطٌ بالرخام هذا الجامع. هذا الصحن محاطٌ بأروقةٍ واسعة محمولة على عضائد مربّعة مكسوّة بزخارف جميلة متعدّدة الألوان. يحتلُّ حرم الصلاة، الذي حافظ على كافّة سمات الكنائس الملكيّة المبكّرة، أحد أضلاع الصحن المذكور".
No comments:
Post a Comment