الصحن حسب كتاب "سوريّا ولبنان" لمؤلّفه Geiger (عام ١٩٣٢) "لجامع قديم" وأدين بإماطة اللثام عن هويّتِهِ إلى صديقي العزيز الدكتور بسّام ديّوب مع جزيل الشكر. النصّ الآتي تعريب عن Sauvaget:
هناك إيوانٌ على كلٍّ من الجوانب الأربعة للصحن المركزي D. أُلقِيَت المحاضرات الطبيّة وأُجْرِيَت الاستشارات في الإيوان الرئيس E (الشرقي) حيث يختبئ النقش الكتابي التأسيسي اليوم وراء مصطبة تحت المحراب. هذه الكتابة محفورة على لوح نصف دائري من الرخام الأبيض أُخِذَت من أحد أديرة المدن التي فتحها نور الدين. لربّما كان هذا اللوح في الأصل طاولة مذبح أو ردهة طعام. هناك ألواح مماثلة مرصّعة في جدران القاعة أحدها F يحمِل نقوشاً زخرفيّة ونرى على قولبة الطنف شريطاً من الرخام الأبيض المرصّع بآياتٍ قرآنيّةٍ من الجصّ الأسود كما يلي:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية ٥٧).
ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَأيَةَ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (سورة النحل الآية ٦٩).
ٱلَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ. وَٱلَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (سورة الشعراء الآيات ٧٨، ٧٩، ٨٠).
زخارف الإيوان الجنوبي G أكثر بذخاً وعلّ ذلك عائدٌ إلى كونه مصلّى. المحرابُ كنايةٌ عن لوحٍ نصف دائري من الرخام الأبيض المنحوت بأوراق الكروم وعناقيد العنب التي تطفح من قرونٍ للوفرة وهناك إفريز في الأعلى يكرّر نفس العناصر الزخرفيّة التي تقطَعُها دائرةٌ في محور الردهة تحتوي على زهرة زنبق. الجدران مكسوّةٌ بصفائح رخاميّة فيها أربعة ألواح منها اثنان مستطيليّ الشكل أُخِذاَ من مذبحيٍ كنيستين روميّتين.
No comments:
Post a Comment