جيرار دوجورج عن تاريخ وعمارة دمشق

 

دوجورج Gérard Degeorge، مواليد ١٩٤٧، مهندس معماري ومؤرّخ أبدع فنّ التصوير، وكتب الكثير بالفرنسيّة عن المشرق عموماً وسوريّا خصوصاً، منها ما نُقِلَ إلى العربيّة والإنجليزيّة والألمانيّة. أقتصر اليوم على تعريفٍ مقتضب بثلاثةٍ من أعمالِهِ عن دمشق حصراً هي الآتية:

- "من العثمانييّن إلى أيّامِنا" (عُرّبِ تحت عنوان "من الإمبراطوريّة العثمانيّة إلى الوقت الحاضر")، صدر عام  ١٩٩٤ في ثلاثمائة صفحة + ٣٢ صورة بالأبيض والأسود معظمها بعدسة المؤلّف. اختلطت السياسة مع التاريخ والعمارة في هذا الكتاب، وأفرد المؤلّف حيّزاً لا بأس بهِ للتعريف بمخطّط Écochard الشهير والأسلوب الأخرق الذي اتُّبِعَ في تنظيم المدينة. قارن دوجورج بين شقّ الشوارع العريضة قبل مائة عام، شارع بغداد مثلاً، بهدف عزل دمشق عن الغوطة وثوّارها، والسرعة غير المألوفة في تنفيذ محلّقات الثمانينات وكشف القلعة وشقّ شارع الثورة وإنشاء ساحة أمام الجامع الأموي إلى آخِرِهِ، والتي أمْلَتها الاعتبارات الأمنيّة. أدان المؤلّف دون تحفّظ ممارسات الانتداب الفرنسي وحكومة البعث بلهجةٍ أميل إلى العاطفيّة منها إلى الأكاديميّة. 

- الكتاب الثاني "من الأصول إلى المماليك" موزّع على أربعمائة صفحة + ٣٢ صورة بالأبيض والأسود جميعها بعدسة المؤلّف. اعتمد دوجورج إلى درجةٍ لا بأس بها على دراسات Sauvaget كما يتجلّى من ثبت المراجع ومقارنة النصوص. مزيدٌ عن هذا السِفْر الجميل لاحقاً، ومن الملفت للنظر أنّه رأى النور عام ١٩٩٧. لا أدري ما الذي جعل المؤلف يبدأ بالعثمانييّن لينتهي بالآرامييّن. 

- الطبعة الأولى من الكتاب الثالث والأخير "دليل الصور" تعود إلى العام ٢٠٠١، جَمَعَ هذا الأطلس ٢٤٢ لوحة من الصور (منها ما هو بعدسة المؤلَّف) والرسوم والمخطّطات والخرائط، جميعها بالأبيض والأسود. لدينا اليوم، في القرن الحادي والعشرين والعصر المعلوماتي، ما هو أفضل بكثير ومع ذلك تبقى هذه المجموعة غنيّة وسهلة المتناوَل. 

صدرت الكتب الثلاثة عن نفس دار النشر.