سبق أن تعرّضت لهذا النحت باختصار في كانون ثاني يناير الماضي واليوم أعود إليه بمزيدٍ من التفصيل نقلاً عن الدكتور سليم عبد الحقّ والحوليّات الأثريّة السوريّة (صفحة ٤٣ -٤٤ من المصدر أدناه):
اللوح رقم ٣٤ من أجمل ما عُثِرَ عليهِ في مدفن طاعي. المكان أمام صفّ القبور ل، ويُظَنّ أنّهُ كان يزيّن واجهة القبر الثاني.
يمثّل هذا اللوح فتاةً تدمريّةً قائمةً على دكّة، ويدها اليمنى مسبلةٌ تقبضُ بها على ذيلٍ من مِعْطَفِها، وتمسك بيدِها اليسرى مغزلاً ودرّارةً من الخيطان. ثيابُها من أجمل ما نقَلَه إلينا النحت التدمري: يلفّ وشاحٌ الرأسَ فوق عُمْرَةٍ مؤلّفةٍ من قطعتين ملفوفتين من القماش متداخلتين في بعضِهِما قبل أن ينحَدِرَ على كتِفيها ليمتزج ويتلاشى بالمعطف الذي يدثّر الجسم ويبرز تفاصيلَهُ بوضوح مشكّلاً عدداً من الطيّات الدقيقة الجميلة. يمتدّ طرفٌ من المعطف إلى كتف الفتاة الأيسر الذي تشبِكُهُ إليهِ حليةٌ بشكل شبه منحرف يتّصلُ بها فارسٌ يمثّل إله الحبّ. ينتهي هذا الشكل بثلاث سلاسلٍ صغيرة.
يظهر ثوب المرأة، المزركش في أعلاه بزخارفٍ نفيسة، تحت المعطف. السيّدة حالية بقرطين على شكل عنقوديّ عِنَب في أذنيها، وثلاثةِ عقودٍ تطوّقُ جيدَها، وعددٍ من الأساور حول معصميها، وخلاخلٍ تحيطُ بكاحِليها.
المصدر: مدفن طاعي في تدمر.
المادّة: الحجر الجصّي الطري.
الأبعاد: الارتفاع ٦١ عشير المتر، العرض ٢٦ عشير المتر، العمق ٧ عشير المتر.
العصر: زمن الزمرة الأولى من النحت التدمري.
من مقتنيات متحف دمشق الوطني.
سليم عادل عبد الحقّ. مدفن أسرة طاعي. الحوليّات الأثريّة السوريّة، المجلّد الثاني، الجزء الأوّل والثاني ١٩٥٢.

No comments:
Post a Comment